كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)
6939 - عن حصين عن فلان قال: تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: لقد علمت ما الذي جرأ صاحبك على الدماء (¬1)
-يعني عليًا -قال: ما هو لا أبالك؟ قال شيء سمعته يقول. قال ما هو؟ قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والزبير وأبا مرثد -وكلنا فارس -قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج -قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة حاج (¬2) -فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين فأتوني بها. فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسير على بعير لها، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم فقلنا أين الكتاب الذي معكِ؟ قالت: ما معي كتاب. فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رَحْلها فما وجدنا شيئًا. فقال صاحبايَ ما نرى معها كتابًا، قال فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم حلفَ عليّ: والذي يُحلف به لتُخرجنَّ الكتاب أو لأجرَّدنك - فأهوت إلى حُجزتها -وهي محتجزة بكساء فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فأضرب عنقه (¬3). فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا حاطب ما حملك على ما صنعت؟
¬_________
(¬1) هذا ظن وليس بجيد وليس بصحيح.
* أحاديث الوعيد وكافة نصوص ذلك تجري على ظاهرها لأنها أبلغ في الزجر ولكن تفسر عند الرد على المخالفين لبيان الشبهة.
(¬2) المعروف خاخ.
(¬3) أسباب منع قتل حاطب كونه من أهل بدر، وكونه متأولًا.
* الأصل أن الجاسوس يقتل، فمن تجسس فقد يكون صالحًا متأولًا فهذه زلة تشفع له ولا يقتل.