كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)
فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل علي موسي, ياليتني فيها جذعًا أكون حيًا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجيِّ هم؟ فقال ورقة: نعم, لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُوديَ.
وإن يُدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا. ثم لم ينشب ورقة أن توفي, وفتر الوحي فترة حتي حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حُزنًا غدا منه مرارًا كي يتردَّي من رؤوس شواهق الجبال (¬1) , فكلما أوفي بذروة جبل لكي يُلقي منه نفسه تبدَّي له جبريل فقال: يا محمد, إنك رسول الله حقًا فيسكن لذلك جأشه وتقرُّ نفسه فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك, فإذا أوفي بذروة جبل تبدَّي له جبريل فقال له مثل ذلك ... » الحديث.
قال الحافظ: ... فصار كله مدرجًا علي رواية الزهري وعن عروة عن عائشة, والأول هو المعتمد (¬2).
2 - باب رؤيا الصالحين (¬3)
وقوله تعالي: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ... الآية}.
¬_________
(¬1) وهذا مرسل, وذكر التردي لا يثبت لأنه من كلام الزهري.
(¬2) البلاغ هو المعتمد, ولو صح كان ذلك في أول الإسلام قبل تحريم قتل النفس ... وبلاغات الزهري ضعيفة.
(¬3) أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا وأكثرهم دينًا, ولأن الفاسقين يصيبهم من تحزين الشيطان.