كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 4)

القُنْع بالنون الساكنة ومرة القبع بالباء مفتوحة وجاء في الحديث تفسيره أنَّه الشبور وهو البوق وقد سألت عنه غير واحد من أهل اللغة فلم يثبتوه لي على واحد من الوجهين فإن كانت رواية القنع صحيحة فلا أراه سمي إلا لإقناع الصوت وهو رفعه يقال أقنع الرجل صوته وأقنع رأسه أي رفعه.
وأما القبع بالباء فلا أحسبه سمي قبعًا إلا أنَّه يقبع فا (¬1) صاحبه أي يستره يقال: قبع الرجل رأسه في جيبه إذا أدخله فيه وسمعت أبا عمر (¬2) يقول: هو القثع بالثاء المثلثة يعني البوق ولم أسمع هذا الحرف من غيره (¬3).
الثامنة: في اجتماعهم رضي الله عنهم وتشاورهم من غير نص دليل على طلب الحق في الدين من غير النصوص الظواهر في المعاني المستنبطة المحمولة على الأصول المنصوصة قاله ابن العربي.
التاسعة: المشاورة في مثل هذا من الأمور الدينية المهمة مستحبة في حقنا بإجماع العلماء، وقال بعض متأخري الشافعية: واختلف أصحابنا هل كانت المشاورة واجبة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أو مستحبة في حقه والصحيح عندهم وجوبها لقوله تعالى: {وَشَاورْهُمْ فِي الأَمْرِ}.
العاشرة: [يستدل به من يجيز الاجتهاد للنبي - عليه السلام - في الشرعيات.
¬__________
(¬1) أي فمه، كما في "عون المعبود" (2/ 118).
(¬2) في حاشية نسخة الشيح السندي دون تبيان القائل:
قوله: وسمعت أبا عمر، لعله يعني به ابن عبد البر، فإن كان كذلك، فلعله صح له سماع منه، والله أعلم. اهـ.
قلت: هو أبو عمر الزاهد. كما في "لسان العرب" (ق ب ع)، ونقله عن الخطابي منسوبًا، ابن الأثير في "النهاية" (ق ن ع).
(¬3) لكن ذكره صاحب "القاموس" قال: وليس بتصحيف قبع بالوحدة، ولا قنع بالنون.
وفي النون منه قال: بل ثلاث لغات.

الصفحة 18