كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 4)

يذكر عن غير أبي محذورة أيضًا ممن ذكرناه والله أعلم] (¬1).
وأما معنى التثويب فذكر الخطابي أنه الإعلام بالشيء والإنذار بوقوعه وأصله أن يلوح الرجل لصاحبه بثوبه ينذره عند الأمر يرهبه من خوف أو عدو، ثم استعمل في كل إعلام تجهر به صوت وعلل أيضًا تسمية الإقامة تثويبًا بأنه إعلام بإقامة الصلاة والأذان إعلام بوقت الصلاة.
وحكى ابن عبد البر أن ابن الأنباري قال: إنما سمي التثويب تثويبًا وهو قول المؤذن الصلاة خير من النوم لأنه دعاء ثان إلى الصلاة والأول عنده حي على الصلاة حي على الفلاح.
والتثويب عند العرب العود.
وقال ابن سيده: التثويب الدعاء للصلاة وغيرها وأصله أن الرجل إذا جاء مستصرخًا لوح بثوبه فكان ذلك كالدعاء وقيل التثويب تثنية الدعاء.
والمشهور في كيفية التثويب الصلاة خير من النوم.
والكيفية الثانية محكية عن إسحاق وغيره.
وروينا من طريق أبي الشيخ ثنا محمد بن جعفر الشعيري نا الجراح بن مخلد نا محمد بن سعيد السراج نا محبوب بن محرز عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني بلالًا فإذا أذن أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: السلام عليك يا رسول الله الصلاة يا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا رسول الله.
وقد رويت في ذلك أحاديث عن أبي هريرة وجابر بن سمرة في الاستئذان
¬__________
(¬1) ما بين معقوفتين استدركته من الحاشية.

الصفحة 70