كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

كان له كتاب في النحو اسمه «الفيصل».
قال الكسائىّ: كنت آخذ المسائل فأقدّمها وأؤخّرها، فلا يحسنها أحد إلّا الرّؤاسىّ.
قال محمد بن إسحاق النديم في كتابه: قرأت بخطّ أبى الطيب ابن أخى الشافعىّ [1]، قال: اسم الرؤاسىّ محمد بن أبى سارة، ويكنى أبا جعفر، وسمّى الرّؤاسىّ لكبر رأسه، وكان ينزل النّيل [2] فسمّى النّيلىّ، وهو أوّل من وضع من الكوفيين كتابا فى النحو. قال ثعلب: كان الرّؤاسىّ أستاذ الكسائىّ والفرّاء. وقال الفرّاء: لمّا خرج الكسائىّ إلى بغداد، قال لى الرّؤاسىّ: قد خرج الكسائىّ وأنت أخبر [3] منه، فجئت إلى بغداد، فرأيت الكسائىّ، فسألته عن مسائل من مسائل الرؤاسىّ، فأجابنى بخلاف ما عندى، فغمزت عليه قوما من علماء الكوفيين كانوا معى، فقال:
مالك قد أنكرت! لعلّك من علماء الكوفيين [4]، فقلت: نعم، فقال: الرؤاسىّ يقول كذا وكذا، وليس صوابا؟ وسمعت العرب تقول: كذا وكذا حتى أتى على مسائلى، فلزمته. وكان الرؤاسىّ رجلا صالحا. وقال الرؤاسىّ: بعث إلىّ الخليل يطلب كتابى، فبعثت به إليه، فقرأه، ووضع كتابه. قال: وفي [5] كتاب سيبويه [5]:
«قال الكوفى»، يعنى الرؤاسىّ.
__________
[1] الفهرست: «أخى الشافعى».
[2] النيل هنا: بليدة في سواد الكوفة، قرب حلة بنى مزيد، يخترقها خليج كبير، يتخلج من الفرات الكبير، حفره الحجاج بن يوسف، وسماه باسم نيل مصر. ياقوت.
[3] الفهرست: «أسن منه».
[4] الفهرست: «لعلك من أهل الكوفة».
(5 - 5) كذا وردت العبارة في الفهرست، وفي الأصلين فيما نقل عن الفهرست: «قد قال سيبويه في كتابه»، وما نقلته عن الفهرست أوضح.

الصفحة 106