كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

فقلت للبيض إذ تروّعها ... بالله إلّا رحمت وحدتها!
وقلّ لبث السّوداء في وطن ... تكون فية البيضاء ضرّتها
ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحده تروّع ألف سوداء، فكيف سوداء بين ألف بيضاء! وذكر ابن نصر الكاتب في كتابه، قال: ومن المليح النسج ما أنشدنيه أبو الخطاب النحوىّ الشاعر، لأبى إبراهيم العلوىّ الحلبىّ- ولم يلقه، وإنما رواه له، وأنشده إيّاه بعض أولاده بحلب:
أومت بكفّ خلته بارقا ... لولا عبير عرفه السّاطع
وأبرزت وجها كشمس الضّحى ... يؤخذ من أنواره الطّالع

863 - أبو الخطاب الهذلىّ، اسمه عمرو بن عامر «1»
وكان عربيّا راجزا راوية. أخذ عنه الأصمعىّ، وجعله حجّة، وروى عنه الشعر [1]، فمن شعره:
أهدى الينا معمر خروفا ... كان زمانا عنده مكتوفا [2].
حتى إذا ما صار مستجيفا [3] ... أهدى فأهدى قصبا ملفوفا
__________
[1] الفهرست: «وروى شعره».
[2] الفهرست 47.
[3] كذا في الفهرست بالجيم، يقال: استجاف الشىء واستجوف: اتسع، وفي الأصل:
«مستحيفا»، بالحاء وهو وجه أيضا.

الصفحة 119