كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

العسكرىّ، إملاء فى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، حدّثنا محمد بن الجهم السمّرىّ، حدّثنا يحيى بن زياد الفرّاء، حدّثنى خازم بن حسين البصرىّ، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: قرأ النبىّ صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان.
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)
بالألف.
وبالإسناد، حدّثنا أحمد بن علىّ بن ثابت فى كتابه [1]: أخبرنا القاضى أبو العلاء الواسطى، أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التّميمىّ بالكوفة، حدّثنا الحسن بن داود، حدثنا أبو جعفر عقدة، حدّثنا أبو بديل [2] الوضاحىّ، قال: [أمر [3]] أمير المؤمنين المأمون الفرّاء [4] أن يؤلّف ما يجمع به أصول النحو، وما سمع من العرب، وأمر أن يفرد فى حجرة من حجر الدار، ووكّل به جوارى وخدما يقمن بما يحتاج [إليه [3]] حتى لا يتعلّق قلبه، ولا تتشرّف [5] نفسه إلى شىء؛ حتى إنّهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصّلاة، وصيّر له الورّاقين، وألزمه الأمناء والمنفقين، وكان يملى والورّاقون يكتبون، حتى صنف «الحدود» فى سنتين، وأمر المأمون بكتبه فى الخزائن، فبعد أن فرغ من الإملاء خرج إلى الناس، وابتدأ يملّ كتاب «المعانى».
وكان ورّاقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعدّ الناس الّذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعانى فلم يضبط. قال: فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا، فلم يزل يملّه حتى أتمّه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14: 150.
[2] كذا فى الأصلين، وهو يوافق ما فى تاريخ بغداد. وفى معجم الأدباء: أبو بريدة، «وفى تزهة الألباء: «أبو بريد».
[3] زيادة من تاريخ بغداد.
[4] فى الأصلين: «للفرّاء»، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.
[5] تتشرف، أى تتطلع.

الصفحة 16