كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

قال أبو مسحل: سألنى الحسن بن سهل في الشراء، أفى قصره حيلة؟ فقلت:
نعم، الشّراء يمدّ ويقصر. فسأل الأصمعىّ فقال: الشّرا مقصور لا يمدّ، فبعث إلينا فجمع بيننا، فقال الأصمعىّ: يا أثول [1]، أين وجدت الشراء يمدّ؟ فقلت:
يا أثول، أسير مثل للعرب [2].
لا تحمدنّ أمة عام شرائها ... ولا عروسا عام هدائها [3].
قال: فسكت.
وقال أبو مسحل: كنت يوما مع ولد طاهر [4]، أذكر شيئا من التّصريف، فمرّ الأصمعىّ، ونحن نتذاكر التصريف، فقال: من [5] هذا الداخل في علمنا؟
فقلت: والله، إنّك لتعلم أنّ ذا ليس من علمك، إنّما علمك الشعر واللغة، فقال: وهذا أيضا! فقلت: إن كان كما تزعم، فابن لنا من وأيت [5] مثل:
وصاليات ككما يؤثفين [6]
__________
[1] الأثول: الأحمق، وفي الأصل: «أشول»، والصواب ما أثبته من ب.
[2] فى الأصلين: «العرب».
[3] قال في اللسان: «الهداء، مصدر قولك: هدى العروس إلى بعلها هداء».
[4] مجالس العلماء: «كنت بعسكر الحسن بن سهل، وأنا مع الحسن».
(5 - 5) مجالس العلماء: «من هذا الذى يدخل في صناعتنا؟ فقلت له: ليس هذا من صناعتك، فقال لى: سبحان الله! فقلت له كيف تقول في قوله.».
[6] صاليات، أراد بها الأثافى، لأنها صليت بالنار، أى أحرقت حتى اسودّت. والأثافى: جمع أثفية، وهى الأحجار التى ينصب عليها القدر. و «ككما» ما مصدرية والكاف للتشبية بتقدير: «مثل حا». والبيت لخطام المجاشعى من أبيات ذكرها صاحب الخزانة في 1: 367، 368، وهو أيضا فى الاقتضاب 430، وشرح شراهد المغنى للسيوطىّ 172

الصفحة 171