كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

جاء ثمامة [1]، قال: فرأيت أبهة [2] أدب، فجلست إليه، ففاتشته [3] على اللغة، فوجدته بحرا، وفاتشته على النّحو [4] فوجدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنّجوم ماهرا، وبالطّبّ خبيرا [5]، وبأيّام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟ وما أظنّك إلا الفرّاء! قال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله به [6].
أخبرنا زيد بن الحسن الكندىّ، إجازة، أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علىّ، أخبرنا الأزهرىّ، أخبرنا علىّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا بنان بن يعقوب الزّقومىّ [7]، أخو حمدان الكندىّ، قال: سمعت عبد الله ابن الوليد صعودا يقول: كان محمد بن الحسن الفقيه [8]، ابن خالة الفرّاء، وكان الفرّاء عنده يوما جالسا، فقال الفرّاء: قلّ [9] رجل أنعم النظر في باب من العلم،
__________
[1] هو ثمامة بن أشرس النميرى المعتزلى، أحد الفصحاء المتكلمين، وكان له اتصال بالرشيد، ثم بالمأمون بعده؛ وكان ذا نوادر وملح؛ وله أتباع يسمون الثمامية. توفى سنة 213. تاريخ بغداد 7: 145.
[2] الأبهة: العظمة والبهجة.
[3] كذا في ب وتاريخ وبغداد، وفي الأصل: «فقايسته».
[4] تاريخ بغداد: «من النحو».
[5] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «بصيرا».
[6] تاريخ بغداد 14: 151.
[7] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «الرقوبى».
[8] هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى، صاحب أبى حنيفة وناشر علمه. مات بالرى سنة 189.
الفوائد البهية 163.
[9] فى الأصلين: «كل»، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.

الصفحة 19