كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

ممّا بين الحسن والحسين ومحمد صلى الله عليه وسلم، قال: ما اراك إلا وقد خرجت [1]، والله لقد قرأتها وما علمت بها قطّ. ثم قال له: أين ولدت؟ قال: بالبصرة، قال: وأين نشأت؟ قال: بخراسان، قال: فهذه العربية أنى لك هى؟ قال:
رزق، قال: خبّرنى عنّى هل ألحن؟ فسكت، قال: أقسمت عليك! فقال:
إمّا إذ سألتنى أيّها الأمير، فإنك ترفع ما يوضع، وتضع ما يرفع، قال: ذلك والله اللحن السّيّئ [2].
وقيل إنه قال له: تلحن في حروف، قال: فأين؟ قال: فى القرآن، قال:
ذاك أشنع له، ما هو؟ قال: تقول: (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ.)
إلى قوله: (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ [3])
، تقرؤها بالرفع قال: لا جرم! لا تسمع لى لحنا، فألحقه بخراسان، وفيها يزيد بن المهلب [4].
وكتب يزيد بن المهلب إلى الحجاج من خراسان: «إنّا لقينا العدوّ، فاضطررناهم إلى عرعرة الجبل، ونحن بحضيضه [5]».
فقال الحجاج: ما لابن المهلّب ولهذا الكلام! قيل: إنّ ابن يعمر هناك، قال: [ذاك [6]] إذا.
__________
[1] بعدها في ابن خلكان: «وهذا من الاستنباطات الغربية فلله دره! ما أحسن ما استخرج، وأدق ما استنبط!.
[2] الخبر في ابن خلكان 2: 227، وبعده هناك: «ثم كتب إلى قتيبة: إذا جاءك كتابى هذا فاجعل يحيى به يعمر على قضائك. والسلام».
[3] سورة التوبة 24.
[4] يزيد بن المهلب، تقدمت ترجمة في حواشى الجزء الثالث 229.
[5] عرعرة الجبل: أعلاء، وحضيضه: أسفله.
[6] من نزهة الألباء.

الصفحة 26