كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

وقال أبو عبيدة، عن يونس، قال: كنت عند أبى عمرو [بن العلاء [1]] فجاءه شبيل بن عزرة الضّبعىّ [2]، فقام إليه وألقى له لبد بغلته، فجلس عليه، ثم أقبل عليه يحدّثه، فقال شبيل: يا أبا عمرو، سألت رؤيبتكم عن اشتقاق اسمه فما عرفه- يعنى رؤبة- قال يونس: فلم أملك نفسى عند ذكره، فرجعت إليه، ثم قلت له: لعللّك تظنّ أن معدّ بن عدنان أفصح منه [3] ومن أبيه، أفتعرف أنت ما الرّوبة، والرّوبة، والرّوبة، والرّوبة والرّؤبة، فأنا غلام رؤبة، فلم يحر جوابا، وقام مغضبا فأقبل علىّ أبو عمرو، وقال: هذا رجل شريف يقصد مجالسنا، ويقضى حقوقنا، وقد أسأت فيما فعلت ممّا واجهته [4] به. فقلت له: لم أملك نفسى عند ذكر رؤبة، فقال أبو عمرو: أو سلّطت على تقويم الناس! ثم فسّر لنا يونس فقال:
الرّوبة خميرة اللبن، والرّوبة قطعة من اللّيل، وفلان لا يقوم بروبة أهله، أى بما أسندوا إليه من أمورهم، والرّوبة جمام ماد الفحل، والرؤبة (مهموز): القطعة التى يشعب بها الإناء [5].
وقال ابن سلّام: قلت ليونس: تجيز: إياك زيدا؟ فقال: قد أجاز ابن أبى إسحاق للفضل [6] بن عبد الرحمن [فى قوله]:
__________
[1] من طبقات الزبيدىّ.
[2] شبيل بن عزرة الضبعى، تقدمت ترجمته للمؤلف في الجزء الثانى ص 76.
[3] الزبيدىّ: «من رؤية».
[4] الزبيدىّ: «فيما واجهت به».
[5] الخبر نقله الزبيدىّ في الطبقات 48، 49. وفي مراتب النحويين»: «والرؤبة، بالهمز:
القطعة من الخشب يرأب بها الصدع».
[6] فى الأصلين: «المفضل»، والصواب ما أثبته من طبقات الشعراء 63؛ وهو الفضل بن عبد الرحمن بن عباس؛ شيخ بنى هاشم.

الصفحة 75