كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

أبادهم الله- إلى حضرة ما لك رقّه، مولانا ولىّ النّعم، الصاحب الكبير، العالم العامل، المؤيّد المظفّر، العادل العزيز، جمال الدين القاضي الأكرم أبى الحسن علىّ بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشّيبانىّ ثم التّيمى، تيم بنى [1] شيبان ابن ثعلبة بن عكابة، أسبغ الله [عليه] [2] ظلّه، وأعلى في درج السيادة محلّه، وهو يومئذ وزير صاحب حلب والعواصم، شرحا لأحوال خراسان وأحواله، وإيماء إلى بدء أمره بعد ما فارقه ومآله، وأحجم عن عرضها على رأيه الشريف إعظاما وتهيّبا، وفرارا من قصورها عن طوله وتجنّبا؛ إلى أن وقف عليها جماعة من منتحلى صناعة النّظم والنثر، فوجدهم مسارعين إلى كتبها، متهافتين على نقلها، وما يشكّ أن محاسن مالك [3] الرّق حلّتها، وفي أعلى درج الإحسان أحلّتها، فشجّعه ذلك على عرضها على مالك الرّق وللآراء علوّها في تصفّحها، والصفح عن زللها، فليس كلّ من لمس درهما صيرفيّا، ولا كلّ من اقتنى درّا جوهريا، وهاهى ذى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
أدام الله على العلم وأهليه، والإسلام وبنيه، ما سوّغهم وحباهم، ومنحهم وأعطاهم، من سبوغ ظلّ مولانا مالك [4] الرّق، ولىّ النعم، الوزير الصاحب الكبير، العالم العادل، المؤيّد المظفّر، المنصور جمال الدّنيا والدّين، عزّ الإسلام والمسلمين. سيّد العلماء، مالك الفضلاء، ناصر الأمّة، قامع البدعة، تاج الملوك والسلاطين، محيى الملّة في العالمين، مولانا الوزير الأعظم، والقاضي الأجلّ
__________
[1] كذا في ب، وفي ابن خلكان: «تيم شيبان».
[2] من ابن خلكان.
[3] ابن خلكان: «مولاه مالك».
[4] ابن خلكان: «المولى الوزير».

الصفحة 87