كتاب إنباه الرواة على أنباه النحاة (اسم الجزء: 4)

الأكرم، أعزّ الله أنصاره، وضاعف مجده واقتداره، ونصر ألويته وأعلامه، وأجرى بإجراء الأرزاق في الآفاق أقلامه، وأطال بقاه، ورفع إلى علّيّين علاه، في نعمة لا يبلى جديدها، ولا يحصى عدّها [1] ولا عديدها، ولا ينتهى إلى غاية مديدها، ولا يفلّ حدّها ولا حديدها، ولا يقلّ [2] وادّها ولا وديدها [3]. أدام دولته للدنيا والدين، يرمّ شعثة، ويهزم كرثه، ويرفع مناره، ويحسّن بحسن أثره آثاره، ويفتق نوره وأزهاره، وينير نوّاره، ويضاعف أنواره. وأسبغ ظلّه للعلوم وأهليها، والآداب [4] ومنتحليها، والفضائل وحامليها، يشيّد بمشيد فضله بنيانها، ويرصّع بناصع مجده تيجانها، ويروّض بيافع علائه زمانها، ويعظّم بعلوّ همّته الشريفة بين البرية شانها، ويمكّن في أعلى درج الاستحقاق إمكانها ومكانها. ويرفع بنفاذ الأمر قدره للدّول الإسلاميّة والقواعد الدينية، يسوس قواعدها، ويعزّ ساعدها، ويهين معاندها، ويعضّد بحسن الإيالة [5] معاضدها، وينهج بجميل القصد مقاصدها، حتى تعود بحسن تدبيره غرّة في جبهة الزمان، وسنّة يقتدى بها من طبع على العدل والإحسان، يكون له أجرها ما دار الملوان، وكرّ الجديدان، [و] [6] ما أشرقت من المشرق شمس، وارتاحت إلى مناجاة حضرته الباهرة نفس.
__________
[1] ابن خلكان: «عددها».
[2] الكلمة مهملة في الأصلين؛ وأثبت ما في ابن خلكان.
[3] الوديد: المحب.
[4] ابن خلكان: «للآداب».
[5] الإيالة: السياسة.
[6] من ابن خلكان.

الصفحة 88