كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)

صفحة رقم 102
دعاكم فقولوا له : إنا عبيدك أصحاب ما شية منذ صبانا ، وحتى الآن نحن آباؤنا من قبل أيضاً ، لكي تنزلوا أرض خشان - وفي نسخة : السدير - لأن رعاة الغنم هم مرذولون عند المصريين .
فأتى يوسف فأخبر فرعون وقال له : إن أبي وغخوتي أتوني وغنمهم وبقرهم وجميع ما لهم في أرض كنعان ، وهو ذا هم حلول بأرض السدير ، وحمل من إخوته خمسة رهط ، فأدخلهم على فرعون فرقفوا بين يديه ، فقال فرعون لإخوة يوسف : ما صنعتكم ؟ فقالوا : إن عبيدك رعاء غنم نحن منذ صبانا ، وآباؤنا أيضاً من قبل .
وقالوا لفرعون : إنا أتينا لنسكن هذه الأرض لأنه فقد الحشيش والعشب والكلأ من مرابع غنم عبيدك ، وذلك لأن الجوع اشتد في أرض كنعان ، فأمر عبيدك أن ينزلوا بأرض السدير ، فقال فرعون ليوسف : إن أباك وإخوتك قد أتوا ، وهذه أرض مصر بين يديك ، فأسكن أباك وإخوتك في أحسن الأرض وأخصبها لينزلوا أرض السدير ، وإن كنت تعلم أن فيهم قوماً ذوي قوة وبطش ونفاذ فولهم جميع مالي ، فأدخل يوسف عليه السلام أباه يعقوب عليهم الصلاة والسلام على فرعون فأقامه بين يديه ، فقال فرعون ليعقوب عليه الصلاة والسلام : كم عدد سني حياتك ؟ فقال يعقوب عليه السلام لفرعون : مبلغ حياتي مائة وثلاثون سنة ، وإن أيام حياتي الناقصة ، ولم أبلغ سني حياة آبائي في أيام حياتهم ، فبارك يعقوب فرعون ودعا له ، وخرج من بين يديهن فأسكن يوسف عليه السلام أباه يعقوب عليه السلام وإخوته وأعكاهم وراثة في أرض مصر في أخصب الأرض وأحسنها في أرض رعمسيس - وفي نسخة : أرض عين شمش - كما أمر فرعونن فقات يوسف أباه وإخوته وجميع أهل بيته بالميرة على قدر الحشم ، ولم تكن ميرة في جميع الأرض كلها لأن الجوع اشتد جداً ، فخرجت جميع أرض مصر وأرض كنعان ، فصار إلى يوسف عليه الصلاة والسلام كل ورق ألفي في أرض مصر وأرض كنعان ، وذلك ثمن البر الذي كانوا يبتاعونه ، فأورد يوسف الورق بيت مال فرعون ، ونفد الورق من أرض مصر وأرض كنعان ، فأتى جميع المصريين إلى يوسف عليه الصلاة والسلام فقالوا له : أعطنا من القمح حاجتنا فنحيى ونموت ، لأن ورقنا قد نفذ ، فقال لهم يوسف : ادفعوا إليَّ مواشيكم إن كانت الأوراق قد نفدت ، فأقوتكم بمواشيكم ، فأتوه بمواشيهم فأعطاهم يوسف من الميرة بخيلهم ومواشي الغنم وماشية البقر والحمير ، وقاتهم سنتهم تيك بجميع مواشيهم ، فأتوه في السنة الأخرى وقالوا له : لسنا نكتم سيدنا أمرنا ، لأنن أوراقنا وماشيتنا ودوابنا قد نفدت وصارت عند سيدنا ، ولم يبق بين يدي سيدنا غير أنفسنا وأرضنا ، فلم نهلك بين يديك ؟ فابتعنا وأراضينا بإطعامك إيانا الخبز ، فنصير نحن عبيداً لفرعون وأرضنا ملكاً له ، وأعطنا البذر فنحيا ولا نموت ، ولا تخلو الأرض وتخرب

الصفحة 102