كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)
صفحة رقم 119
الموتى ( ) 7
[ الأعراف : 57 ] وكان قد ورد هنا أعظم جهة في الاعتبار من إخراجها مختلفات في الطعوم والألوان والروائح مع اتحاد المادة ( يسقى ) بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل لذلك ما أعقب قوله تعالى : ( وفي الأرض قطع متجاورات ( الآية بقوله ) وإن تعجب فعجب قولهم إذا كنا ترابا أئنّا لفي خلق جديد ( ثم بين سبحانه الصنف القائل بهذا وأنهم الكافرون أهل الخلود في النار ، ثم أعقب ذلك ببيان عظيم حلمه وعفوه فقال
77 ( ) ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة ( ) 7
[ الرعد : 6 ] الآية ، ثم أتبع ذلك بما يشعر بالجري على السوابق في قوله
77 ( ) إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ( ) 7
[ الرعد : 7 ] ثم بين عظيم ملكه واطلاعه على دقائق ما أوجده من جليل صنعه واقتداره فقال ) الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام ( الآيات إلى قوله : ( وما لكم من دونه من وال ( ثم خوف عباده وأنذرهم ورغبهم
77 ( ) هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً ( ) 7
[ الرعد : 12 ] ، والآيات وكل ذلك راجع إلى ما أودع سبحانه في السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ، وفي ذلك أكثر آي السورة ونبه تعالى على الآية الكبرى والمعجزة العظمى فقال :
77 ( ) ولو أن قراناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أوكلم به الموتى ( ) 7
[ الرعد : 31 ] والمراد : لكان هذا القرآن
77 ( ) لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ( ) 7
[ النساء : 82 ] والتنبيه بعظيم هذه الآيات مناسب لمقتضى السورة من التنبيه بما أودع تعالى من الآيات السماوات والأرض ، وكأنه جل وتعالى لما بين لهم عظيم ما اودع من السماوات والأرض وما بينهما من الآيات وبسط ذلك وأوضحه ، أردف ذلك بآية أخرى جامعة للآيات ومتسعة للاعتبارات فقال تعالى
77 ( ) ولو أن قرآناً سيرت به الجبال ( ) 7
[ الرعد : 31 ] فهو من نحو
77 ( ) إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين وفي خلقكم ( ) 7
[ الجاثية : 3 ] أي لو فكرتم في آيات السماوات والأرض لأقلتكم وكفتكم في بيان الطريق إليه ولو فكرتم في أنفسكم وما أودع تعالى فيكم من العجائب لاكتفيتم ( من عرف نفسه عرف ربه ) فمن قبيل هذا الضرب من الاعتبار هو الواقع في سورة الرعد من بسط آيات السماوات والأرض ، ثم ذكر القرآن وما يحتمل ، فهذه إشارة إلى ما تضمنت هذه السورة الجليلة من بسط الآيات المودعة في الأرضين والسماوات .
وأما قوله تعالى
77 ( ) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ( ) 7
[ يوسف : 106 ] فقد أشار إلى ما قوله تعالى : ( ولكن أكثر الناس لأ يؤمنون إنما يتذكر أولوا الألباب ( وقوله تعالى :
77 ( ) الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله لا بذكر الله تطمئن القلوب ( ) 7
[ الرعد : 28 ]