كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)
صفحة رقم 12
إليه أمره مما عليه معتمد فائدته ، وأكثر استعماله في الرؤيا ) ويتم نعمته ( بالنبوة ) عليك ( بالعدل ولزوم المنهج السوي ) وعلى آل يعقوب ) أي جميع إخوتك ومن أراد الله من ذريتهم ، فيجعل نعمتهم في الدنيا موصولة بنعمة الآخرة ، لأنه عبر عنهم في هذه الرؤيا بالنجوم المهتدي بها ، ولا يستعمل الآل إلأ فيمن له خطر وشرف ، وإضافته مقصورة على إعلام الناطقين ، قال الراغب : وأما آل الصليب إن صح نقله فشاذ ، ويستعمل فيمن لا خطر له الأهل ) كما أتمها على أبويك ( .
ولما كان وجودهما لم يستغرق الماضي ، أدخل الجار فقال : ( من قبل ) أي من قبل هذا الزمان ؛ ثم بين الأبوين بجده وجد أبيه فقال : ( إبراهيم ) أي بالخلة وغيرها من الكرامة ) و ( ولده ) إسحاق ( بالنبوة وجعل الأنبياء والملوك من ولده ، وإتمام النعمة : الحكم بدوامها على خلوصها من شائب فيها بنقصها .
ولما كان ذلك لا يقدر عليه إلا بالعلم المحيط بجميع الأسباب ليقام منها ما يصلح ، والحكمة التي بها يحكم ذلك السبب عن أن يقاومه سبب غيره ، وكان السياق بالعلم أولى لما ذكر من علم التأويل مع ما تقدم من قوله آخر تلك
77 ( ) ولله غيب السماوات والأرض ( ) 7
[ هود : 123 ] الآية بليغ الحكمة ، وهي وضع الأشياء في أتقن مواضعها .
ولما كان ذلك ، توقع السامع له ما يكون بينه وبين إخوته هل يكتمهم الرؤيا أو يعلمهم بها ؟ وعلى كلا التقديرين ما يكون ؟ فقال جواباً لمن كأنه قال : ما كان من أمرهم ؟ - مفتتحاً له بحرف التوقع والتحقيق بعد لام القسم تأكيداً للأمر وإعلاماً بأنه على أتقن وجه - : ( لقد كان ) أي كوناً هو في أحكم مواضعه ) في يوسف وإخوته ) أي بسبب هذه الرؤيا وما كان من تأويلها وأسباب ذلك ) آيات ) أي علامات عظيمة دالات على وحدانية الله تعالى ونبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وغير ذلك مما تضمنته القصة ) للسائلين ) أي الذين يسألون عنها من قريش واليهود وغيرهم ، وآيات عظمة الله وقدرته في تصديق رؤيا يوسف عليه الصلاة والسلام ونجاته ممن كاده وعصمته وإعلاء أمره ، والمراد بإخوته هنا العشرة الذين هم من أبيه وهم : روبيل وشمعان - بمعجمة اوله ، ولاوي ، ويهوذا ، وزيلون - بزاي وموحدة ، وإيساخار ، بهمزة مكسورة وتحتانية وسين مهملة وخاء معجمة ، ودان - بمهملة ، وجاد بجيم .
بينها وبين الكاف ، وآشير - بهمزة ممدودة وشين معجمة ثم تحتانية ومهملة .
ونفتالي - بنون مفتوحة وفاء ساكنة ومثناة فوقانية ولام بعدها ياء .
وشقيقة بنيامين - بضم الموحدة ، هكذا ذكرهم في التوراة ، وحررت التلفظ بهم من العلماء بها ، وقد تقدم ذلك في البقرة بزيادة .
والآية : الدلالة على ما كان من