كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)

صفحة رقم 22
للانتشار في الكلام قبل الإشارة للوقوع على الرأي ، والاسم : المشورة ، أو هو من الإشارة التي هي تحريك اليد أو الحاجب ونحوهما نحو المشار إليه ، والرشوة - مثلثة : الجعل ، ورشاه : اعطاه إياها ، فنشره للفعل ، ولا يفعل ذلك إلا من لج في الأمر ، ويمكن رده إلى الضعف ، والرائش : السفير بين الراشي والمرتشي ، واسترشى : طلب الرشوة ، والفصيل : طلب الرضاع ، وأرشية اليقطين والحنظل : خيوطهما ، لانتشارها ، وشبهها بالرشاء - بالكسر والمد ، وهو الحبل ، والرشى كغنى ، الفصيل والبعير يقف فيصيح الراعي : ارشه ارشه ، أو أرشه أرشه ، فيحك خورانه ، أي مبعره بيده فيعدو ، وقال ابن فارس : والخوران : مجرى الروث في الدابة ، وأرشى : فعل ذلك ، والقوم في دمه : شركوا ، لأن ذلك انتشار ، وبسلاحهم فيه : اشرعوه ، والرشاة : نبت يشرب للمشي ؛ ومن مهموزه : رشأ : جامع ، ولا ألج من المتهيىء للجماع ، وفيه الانتشار أيضاً ، ورشأت الظبية : ولدت ، والرشأ بالتحريك اسم للظبي إذا قوي ومشى مع أمه ، فيكون حينئذ أهلاً للانتشار واللجاج في الجري ، والرشأ أيضاً : شجرة تسمو فوق القامة ، وعشبة كالقرنوة ، بالقاف ، كأنها شديدة الحرافة فشبهت باللجوج ، لأن القرنوة يدبغ بها - انتهى المهموز .
ووشر الخشبة بالميشار - غير مهموز ، لغة في : اشرها - إذا نشرها ، أي فرقها باثنين أو أكثر ، والوشر أيضاً : تحديد المرأة أسنانها وترقيقها ، وهو من القوة واللمعان والتفريق ، والمؤتشرة التي تسأل أن يفعل بها ذلك ، وموشر العضدين - ويهمز : الجعل ، لأن أعضاده كالمنشرحزوزاً ؛ ومن مهموزه : أشر - بالكسر ، أي مرح ، أي ازدارى الخلق وعاملهم معاملة المستهين بهم ، فظلمهم ولج في عتوه ، وناقة مئشير : نشيطة ، وأشر الاسنان : تحريزها - تشبيهاً لها بأسنان المئشار الذي يقطع به الخشب ونحوه قطعاً سريعاً ، فهو كفعل اللجوج - انتهى المهموز ؛ وورش الطعام : تناوله وأكل شديداً حريصاً ، وطمع وأسف لمداق الأمور ، لأن ذلك لا يكون إلا عن تمادٍ ولجاج ، وورش فلان بفلان : أغراه ، وورش عليهم : دخل وهم يأكلون ولم يدع ، وورش اسم شيء يصنع من اللبن ، لأنه انتشر عن أصل خلقته ، والورش - بالتحريك : وجع في الجوف ، وككتف : النشيط الخفيف من الإبل وغيرها ، وهي بهاء ، والتوريش : التحريش ، والورشان : طائر .
ومن مهموزه الأرش ، وهي الدية ، لأنها يلج في طلبها والرضى بها وأكثر ما يتعاطى من أمرها ، وهو أيضاً الرشوة ، وما نقص العيب من الشيء - قال في القاموس ، لأنه سبب للارش والخصومة ، وبينهما أرش ، أي اختلاف وخصومة ، والأرش : الإغراء والإعطاء ، لأن المعطي يغلب نفسه ، فكأنه خاصمها فلج حتى غلبها ، والأرش : الخلق ، لأنه منشأ اللجاج ، يقال : ما أدري أي الأرش هو ؟ أي

الصفحة 22