كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)

صفحة رقم 23
الخلق ، والمأروش : المخلوق ، وآرش - كصاحب : جبل - انقضى المهموز .
والروش : الأكل الكثير ، والأكل القليل - ضد ، وفهو من التمادي والضعف الذي ربما نشأ من التمادي مع شبهه بالريش ، وجمل راش : كثير شعر الأذن ؛ ومن التبيين : شار الدابة - إذا ركبها عند العرض على مشتريها ، وشورها : نظر كيف مشوارها ، أي سيرها ، أو بلاها ينظر ما عندها أو قلبها وكذا الأمة ، واستشار الفحل الناقة : كرفها فنظر إليها ألاقح هي أم لا ؟ واستشار أمر فلان : تبين ، والمستشير : من يعرف الحائل من غيرها ، وهو يرجع إلى التمادي ، لأنه لولاه ما عرف الأمر ؛ ومن الضعف : راشاه : حاباه وصانعه ، وترشاه : لاينه ، وإنك لمسترش لفلان : مطيع له تابع لمسرته ، وهو من الرشوة ، وجمل راش : ضعيف الصلب ، وكذا رمح راش ، وهي بهاء ، وراشه المرض : صعفه ، كأنه من الريش ، وكل ذلك يرجع بعد التأمل إلى التمادي - والله أعلم .
ومادة ( بخس ) بكل ترتيب من بخس وخبس وسبخ وسخب تدور على القلة ، ويلزمها الأخذى بالكف : بخسته حقه : نقصته فجعتله أقل مما كان ، والبخس : فقء العين ، فهو نقص خاص ، والبخس : أرض تنبت بلا سقي ، كأنه لقلة ما نبت بها بالنسبة إلى أرض السقي ، والبخس : المكس ، وسبخت عن فلان : خففت عنه ، والسبخة : أرض ملحة ، لقلة نبتها ونفعها ، وسبخت القطن - إذا قطعته ، فصارت جملته قليلة ؛ و التسبيخ : ما يسقط من ريش الطائر - لنقصه منه ، والتسبيخ : النوم الشديد - لنقصه صاحبه وتخفيفه ما عنده من الثقل ؛ ومن ذلك الخبس ، وهو الأخذ بالكف - وهو لازم للقلة ، ومنه قيل للأسد : الخابس ، لأخذه ما يريده بكفه ؛ والسخاب : قلادة من قرنفل ليس فيها جوهر ولا لؤلؤ .
ولما كان البخس القليل الناقص ، أبدل منه - تأكيداً للمعنى تسفيهاً لرأيهم وتعجيناً من حالهم - قوله : ( دراهم ) أي لا دنانير ) معدودة ) أي أهل لأن تعد ، لأنه لا كثره لها يعسر معها ذلك ، روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها كانت عشرين درهماً ) وكانوا ) أي كوناً هو كالجبلة ) فيه ) أي خاصة دون بقية متاعهم ، انتهازاً للفرصة فيه قبل أن يعرف عليهم فينزع من أيديهم ) من الزاهدين ) أي كمال الزهد حتى رغبوا عنه فباعوه بما طف ، والزهد : انصراف الرغبة عن الشيء إلى ماهو خير منه عند الزاهد ، وهذا يعين أن الضمير للسيارة لأن حال إخوته في أمره فوق الزهد بمراحل ، فلو كان لهم لقيل : وكانوا له من المبعدين أو المبغضين ، ونحو ذلك .

الصفحة 23