كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)

صفحة رقم 45
قميصه في يدها وهرب ، فخرج إلى السوق ، فلما رأت أنه قد ترك قميصه في يدها وخرج هارباً إلى السوق ، دعت بأهل بيتها وقالت لهم : انظروا ، إنه أتانا رجل عبراني ليفضحنا ، لأنه دخل عليّ يريد مضاجعتي ، وهتفت بصوت عال ، فلما رآني قد رفعت صوتي وهتفت ، ترك قميصه في يدي وهرب إلى السوق .
فصيرت قميصه عندها حتى دخل سيدها البيت ، فقالت : له مثل هذه الأقاويل : دخل عليّ هذا العبد العبراني الذي جلبته علينا يريد يفضحني ، فلما رفعت صوتي فصحت ترك قميصه في يدي وهرب فخرج إلى السوق ؛ فلما سمع سيده كلام امرأته استشاط غيظاً ، فأمر به سيده فقذف في الحبس الذي كان أسرى الملم فيه محبوسينن فمكث هناك في السجن ، وكان الرب يبصره ، ورزقه المحبة والرحمة ، وألقى له في قلب السجان رحمة ، فولى يوسف جميع المسجونين الذين في الحبس ، وكل فعل كانوا يفعلونه هناك كان عن أمره ، ولم يكن رئيس السجن يضرب على يديه في شيء ، لأن الرب كان بعونه معه ، وكل شيء كان يفعله ينجحه الرب .
فلما كان بعد هذه الأمور ، اذنب صاحب شراب ملك مصر والخباز - وفي نسخة موضع الخباز : ورئيس الطباخين - بين يدي سيدهما ملك مصرن فغضب فرعون على خادميه : على رئيس أصحاب الشراب ورئيس الخبازين - وفي نسخة : الطباخين - فأمر بحبسهما في سجن صاحب الشرط في الحبس الذي كان فيه يوسفن فسلط صاحب السجن يوسف عليهما فخدمهما ، فلبثا في السجن أياماً ، فرأيا رؤيا جميعاًن كل واحد منهما رئيا بكل في ليلة واحدة ، وكل واحد منهما أحب تعبير حلمه ، : الساقي وخباز - وفي نسخة : وطباخ - ملك مصر ، فدخل عليهما يوسف بالغداة ، فرآهما عابسين مكتئبين فسألهما وقال : ما بالكما يومكماهذا عابسي مكتبئين ؟ فقالا له : إنا رأينا رؤيا وليس لها معبر ، فقال لهما يوسف : إن علم التعبير عند الله ، قصا عليّ .
فقص رئيس أصحاب الشراب على يوسف وقال له : إني رأيت في الرؤيا كأن حبلة بين يدي ، في الحلبة ثلاثة قضبان ، فبينا هي كذلك إذ فرعت وبنت ورقها ، وأينعت عناقيدها ، فصارت عنباً ، وكأن كأس فرعون في يدين فتناولت من العنب ، فعصرته في كأس فرعون ، وناولت الكأس فرعون ، فقال له يوسف عليه السلام : هذا تفسير رؤياك : الثلاثة قضبان هي ثلاثة أيام ، ومن بعد ثلاثة أيام يذكرك فرعون فيردك على عملك ، وتناول فرعون الكأس في يده على العادة الأولى التي لم تزل تسقيه ، فاذكرني حينئذ إذا أنعم عليك ، وأنعم عليّ بالنعمة والقسط ، فاذكرني بين يدي فرعون ، وأخرجني من هذا الحبس ، لأني إنما سرقت من أرض العبرانين سرقة ، وحصلت في الحبس هاهنا أيضاً بلا جرم جاء مني .
فرأى رئيس الخبازين - وفي نسخة : الطباخين - أنه قد فسر تفسيراً

الصفحة 45