كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 4)
صفحة رقم 8
واكتنافه بالعصمة وبراءته عند الملك والنسوه ، وكل ذلك مما أعقبه جميل صبره وجلالة اليقين في حسن تلقي الأقدار بالتفويض والتسليم على توالي الامتحان وطول المدة ، ثم انجرَّ في أثناء هذه القصة الجليلة إنابة امرأة العزيز ورجوعها إلى الحق وشهادتها ليوسف عليه الصلاة والسلام بما منحه الله من النزاهة عن كل ما يشين ، ثم استخلاص العزيز إياه - إلى ما انجرّ في هذه القصة الجليلة من العجائب والعبر
77 ( ) لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ( ) 7
[ يوسف : 111 ] فقد انفردت هذه القصة بنفسها ولم تناسب ما ذكر من قصص نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام وما جرى في أممهم ، فلهذا فصلت عنهم ، وقد أشار في سورة برأسها إلى عاقبة من صبر ورضى وسلم ليتنبه المؤمنون على ما في طيّ ذلك ، وقد طرح لهم مما أجملته هذه السورة من الإشارة في قوله تعالى
77 ( ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ( ) 7
- إلى قوله
77 ( ) آمنا ( ) 7
[ النور : 55 ] وكانت قصة يوسف عليه الصلاة والسلام بجملتها أشبه شيء بحال المؤمنين في مكابدتهم في أول الأمر وهجرتهم وتشققهم مع قومهم وقلة ذات أيديهم إلى أن جمع الله شملهم
77 ( ) اذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ( ) 7
[ آل عمران : 103 ] وأورثهم الله الأرض وأيدهم ونصرهم ، ذلك بجليل إيمانهم وعظيم صبرهم ، فهذا ما أوجب تجرد هذه القصة عن تلك القصص - والله أعلم ، وأما تأخر ذكرها عنها فمناسب لحالها ولأنها إخبار بعاقبة من آمن واتعظ ووقف عند ما حد له ، فلم يضره ما كان ، ولم تذكر إثر قصص الأعراف لما بقي من استيفاء تلك القصص الحاصل ذلك في سورة هود ؛ ثم إن ذكر أحوال المؤمنين مع من كان معهم من المنافقين وصبرهم عليهم مما يجب أن يتقدم ويعقب بهذه القصة من حيث عاقبة الصبر والحض عليه - كما مر ، فأخرت إلى عقب سورة هود عليه الصلاة والسلام لمجموع هذا - والله تعالى أعلم ؛ ثم ناسبت سورة يوسف عليه الصلاة والسلام أيضاً أن تذكرإثر قوله تعالى
77 ( ) إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ( ) 7
[ هود : 114 ] ، وقوله
77 ( ) واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( ) 7
[ هود : 115 ] وقول
77 ( ) ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ( ) 7
- [ هود : 118 ] الآية ، وقوله
77 ( ) وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظرونا إنا منتظرون ( ) 7
[ هود : 121 ] فتدبر ذلك ، غما نسبتها للأولى فإن ندم إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام واعترافهم بخطاء فعلهم وفضل يوسف عليه الصلاة والسلام عليهم
77 ( ) لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ( ) 7
[ يوسف : 91 ] وعفوه عنهم
77 ( ) لا تثريب عليكم اليوم يغفرالله لكم ( ) 7
[ يوسف : 92 ] وندم امرأة العزيز وقولها
77 ( ) الآن حصحص الحق ( ) 7
[ يوسف : 51 ] -