كتاب التفسير الوسيط للواحدي (اسم الجزء: 4)

مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَنَزَلَتْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] إِلَى آخِرِهَا
ومن حديث أبيّ بن كعب: «ومن قرأ { [قل هو الله أحد، فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الآجر عشر حسنات، بعدد من آمن بالله، وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، ومثل أجر مائة شهيد» .
بسم الله الرحمن الرحيم] قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} } [سورة الإخلاص: 1-4] .
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] قال الزجاج: هو كناية عن ذكر الله عز وجل والمعنى الذي سألتم، تبين نسبته {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] .
قال ابن عباس: الواحد الذي ليس كمثله شيء.
وقال مقاتل: أحد لا شريك له.
{اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] قال ابن عباس، في رواية عطاء: لما نزل {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] قالوا: وما الصمد؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السيد الذي يصمد إليه في الحوائج» .
ويقال: صمدت.
أي: قصدت، وقال الزجاج: {الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] : السيد الذي انتهى إليه السؤدد.
ومعنى هذا: أن السؤدد قد انتهى إليه، فلا سيد فوقه.
لم يلد كما ولدت مريم، ولم يولد كما ولد عيسى، وقال مقاتل: إن مشركي العرب، قالوا: الملائكة بنات الله.
وقالت اليهود: عزير ابن الله.
وقالت النصارى: المسيح ابن الله.
فأكذبهم الله تعالى، فقال: لم يلد يقول: لم يكن له ولد، ولم يولد من أحد كما ولد عيسى، وعزير، ومريم.
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] لم يكن لا له أحد مثلًا له، والكفو: المثل المكافئ.

الصفحة 571