كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج (اسم الجزء: 4)

قوله - عز وجل - (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ

(68)
وتقرأ يا عبادي - بإثبات الياء، وقد فسرنا حذف الياء وإثباتها في مثل
هذا فيما سلف من الكتاب.
* * *

وقوله: (الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)
(الذين) في موضع نصب على النعت لِعِبَادِي، لأن عبادي منادى
مضاف، وإنَّمَا قيل (لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) للمؤمنين لا لغيرهم، وكذلك " (ادْخُلوا الجَنَّةَ) لَا خَوْفَ عَلَيْكُمْ
يعنى يا عبادي المؤمنين ادْخُلوا الجَنَّةَ.
* * *

وقوله: (أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
(تُحْبَرُونَ) تكرمون إكراماً يبالغ فيه، والحَبْرَةُ المبالغة فيما وصف بجميل.
* * *

وقوله: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)
" الصحاف " واحدها صَحْفَة وهي القصعة، والأكواب واحدها كوب وهو
إناء مستدير لا عروة له.
وقوله: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِي الأنْفُسُ).
وقرئت (تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ) بإثبات الهاء، وأكثر المصاحف بغيرها، وفي
بعضها الهاء.
* * *

وقوله - عزَّ وجلَّ -: (لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)
المبلس: الساكتُ المُمْسِكُ إمساك يائِس من فَرَج.
* * *

وقوله: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)
" هِمْ " ههنا فصل كذا يسميها البصريون، وهي تأتي دليلاً على أن ما

الصفحة 419