كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 4)

وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فتَكثُرُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجاهلين (¬1)، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (¬2)، ولَمّا كان أمر هذه الأمة كذلك اكتفى بعلمائها عمَّا كان من توالي الأنبياء هنالك.
وقوله وإنه لا نبي بعدي، هذا النفي عامٌ في الأنبياء والرُّسل؛ لأن الرَّسول نبي وزيادة، وقد جاء نصًّا في كتاب الترمذي قوله لا نبي بعدي ولا رسول (¬3)، وقد قال الله تعالى: {وَلَكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} ومن أسمائه في الكتب القديمة (¬4) وفيما أطلقته هذه الأمة: خاتم الأنبياء. ومما سمى به نفسه: العاقب، والمقفي؛ فالعاقب: الذي يَعقُبُ الأنبياءَ، والمُقَفَّي: الذي يقفوهم؛ أي: يكون بعدهم.
وعلى الجملة: هو أمرٌ مجمع عليه معلوم من دين هذه الأمة، فمن ادَّعى أنَّ بَعدَهُ نبي أو رسول فإن كان مُسِرًّا لذلك واطّلع عليه بالشهادة المعتبرة قُتل قِتلة زنديق، فإن صرَّح بذلك فهو مرتد يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتِل قِتلة مُرتدٍّ فيسبى ماله.
وقوله (¬5) وستكون خلفاء فتكثر، هذا منه صلى الله عليه وسلم إخبار عن غيب وقع على نحو ما أخبر به ووُجد كذلك في غير ما وقت؛ فمن ذلك مبايعة الناس لابن الزبير
¬__________
(¬1) رواه ابن عدي (1/ 152 - 153)، والقرطبي في تفسيره (1/ 36 و 7/ 311)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 9 - 10)، وابن حجر في لسان الميزان (1/ 210).
(¬2) قال في كشف الخفاء: قال السيوطي في الدر المنثور: لا أصل له. وقال في المقاصد: قال شيخنا -ابن حجر-: لا أصل له. (كشف الخفاء رقم 1744).
(¬3) رواه الترمذي (2219) دون قوله: (ولا رسول). وهو عند الحاكم (2/ 577) بلفظ المصنِّف.
(¬4) في (ج 2): المتقدمة.
(¬5) ساقط من (ع).

الصفحة 48