كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 4)

بَينَنَا بِالبَاطِلِ وَنَقتُلَ أَنفُسَنَا، وَاللَّهُ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأكُلُوا أَموَالَكُم بَينَكُم بِالبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُم وَلَا تَقتُلُوا أَنفُسَكُم، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَاعصِهِ فِي مَعصِيَةِ اللَّهِ.
رواه مسلم (1844) (46)، وأبو داود (4248)، والنسائي (7/ 153).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذلك للرجال فقط على ما يأتي، ولا بُدَّ من التزام البيعة بالقلب وترك الغش والخديعة فإنها من أعظم العبادات، فلا بُدَّ فيها من النية والنصيحة.
والصفقة أصلها الضرب بالكفِّ على الكفِّ أو بأصبعين على الكفّ، وهو التصفيق، وقد تقدَّم في كتاب الصلاة.
واستحلاف عبد الرحمن زيادةٌ في الاستيثاق لا أنه كذَّبَهُ ولا اتّهمه، وما ذكره عبد الرحمن عن معاوية إغيَاءٌ في الكلام على حسب ظنه وتأويله، وإلاَّ فمعاوية ـ رضي الله عنه ـ لم يُعرف مِن حاله ولا من سيرته شيء مما قاله له، وإنما هذا كما قالت طائفة من الأعراب: إنَّ ناسًا من المُصَّدِّقين يظلموننا - فسمّوا أخذ الصدقة ظُلمًا حسب ما وقع لهم.
وقول ابن عمرو أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية (¬1) الله، هذا كما قاله صلى الله عليه وسلم: فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) في الأصول: "في معصيته" والتصحيح من التلخيص وصحيح مسلم.
(¬2) تقدم تخريجه في التلخيص برقم (1718).

الصفحة 53