كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 4)
(38) باب إثم من غصب شيئًا من الأرض
[1703] عَن هِشَامِ بنِ عُروَةَ، عَن أَبِيهِ: أَنَّ أَروَى بِنتَ أُوَيسٍ، ادَّعَت عَلَى سَعِيدِ بنِ زَيدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيئًا مِن أَرضِهَا، فَخَاصَمَتهُ إِلَى مَروَانَ بنِ الحَكَمِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَنَا كُنتُ آخُذُ مِن أَرضِهَا شِبرًا بَعدَ الَّذِي سَمِعتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَمَا سَمِعتَ مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَن أَخَذَ شِبرًا مِن الأَرضِ ظُلمًا، طُوِّقَهُ إِلَى سَبعِ أَرَضِينَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(38) ومن باب: إثم من غصب شيئًا من الأرض
(قوله صلى الله عليه وسلم: (من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين) هذا وعيدٌ شديدٌ، يفيد: أن أخذ شيء من الأرض بغير حقه من أكبر الكبائر على أي وجه كان من غضب، أو سرقة، أو خديعة، قليلًا كان أو كثيرًا. ألا تسمع قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن كان قيد شبر).
واختلف في معنى: (طوقه). فقيل: معناه: كلّف أن يطيق حمله، كما قال تعالى: {وَمَن يَغلُل يَأتِ بِمَا غَلَّ يَومَ القِيَامَةِ} وقد جاء في غير مسلم: (جاء يحمله يوم القيامة إلى سبع أرضين) (¬1) وفي أخرى: (كُلِّف أن يحمل ترابها إلى المحشر) (¬2). وقيل: جعلت في عنقه كالطَّوق؛ كما قال تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَومَ القِيَامَةِ} وهو ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها: (طوقه من سبع أرضين). وقيل:
¬__________
(¬1) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 176): رواه الطبراني في الكبير والصغير.
(¬2) رواه أحمد (4/ 172 و 173) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 175) رواه أحمد والطبراني في الكبير. وانظر: الترغيب والترهيب رقم (2783).