كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 4)

[1722] وعَن البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ قَالَ: آخِرُ آيَةٍ أُنزِلَت آيَةُ الكَلَالَةِ، وَآخِرُ سُورَةٍ أُنزِلَت بَرَاءَةُ.
وفي رواية: أُنزِلَت كَامِلَةً، وآخِرَ سُورَةٍ أُنزِلَت تَامَّةً.
رواه البخاري (4654)، ومسلم (1618)، والترمذي (3044 و 3045).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
علم أنها مخالفة للآية الأولى في الورثة وفي القسمة، فيتبين من كل آية معناها ويُرتِّب عليها حكمها فيزول الإشكال، والله يعصم من الخطأ والضلال. وقد تقدَّم القول في قول عمر: وإن أعش أقضِ فيها بقضيَّة.
وقول البراء آخرُ آيةٍ أُنزلت آية الكلالة. . . إلى آخره، اختلف في آخر آية أنزلت؛ فقيل ما قال البراء، وقال ابن عباس: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم} وقيل: قُل لَا أَجِدُ. . .، والتلفيق أن يقال: إن آية الكلالة آخر ما نزل من آيات المواريث، وآخر آية أنزلت في حصر المحرمات: {قُل لا أَجِدُ} والظاهر أن آخر الآيات نزولًا: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم}؛ لأن الكمال لما حصل لم يبق بعده ما يزاد، والله أعلم.
وأما قوله آخر سورة نزلت براءة فقد فسَّر مراده بقوله في الرواية الأخرى أنزلت كاملة، ومع ذلك فقد قيل: إن آخر سورة نزلت {إِذَا جَاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ} وكانت تسمى سورة التوديع.
وقد اختلف في وقت نزولها على أقوال، أشبهها قول ابن عمر: إنها نزلت في حجة الوداع، ثم نزلت بعدها: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم} فعاش بعدها ثمانين يومًا، ثم نزلت بعدها آية الكلالة فعاش بعدها خمسين يومًا، ثم نزل بعدها {لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم} فعاش بعدها خمسة وثلاثين يومًا، ثم نزلت بعدها {وَاتَّقُوا يَومًا

الصفحة 573