كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 4)

[1435] وعن أَبي الزُّبَيرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَسأَلُ: هَل بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِذِي الحُلَيفَةِ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِن صَلَّى بِهَا، وَلَم يُبَايِع عِندَ شَجَرَةٍ إِلَّا الشَّجَرَةَ الَّتِي بِالحُدَيبِيَةِ.
رواه مسلم (1856) (70).
[1436] وعَن مَعقِلِ بنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقَد رَأَيتُنِي يَومَ الشَّجَرَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ، وَأَنَا رَافِعٌ غُصنًا مِن أَغصَانِهَا عَن رَأسِهِ، وَنَحنُ أَربَعَ عَشرَةَ مِائَةً. قَالَ: لَم نُبَايِعهُ عَلَى المَوتِ، وَلَكِن بَايَعنَاهُ عَلَى أَلَا نَفِرَّ.
رواه مسلم (1858).
[1437] وعَن يَزِيدَ بنِ أَبِي عُبَيدٍ قَالَ: قُلتُ لِسَلَمَةَ: عَلَى أَيِّ شَيءٍ بَايَعتُم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَومَ الحُدَيبِيَةِ؟ قَالَ: عَلَى المَوتِ.
رواه البخاريُّ (2960)، ومسلم (1860)، والترمذيُّ (1952)، والنسائي (7/ 141).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
العلماء على ظاهره من غير اعتبار للقوة والضعف والشجاعة والجبن، وحكى ابن حبيب عن مالك وعبد الملك أنَّ المراد بذلك القوة والتكافؤ دون تعيين (¬1) العدد، وقال ابن حبيب: والقول الأول أكثر، فلا تفرَّ المائة من المائتين وإن كانوا أشد جلدًا وأكثر سلاحًا (¬2).
قلت: وهو الظاهر من الآية.
قال عياض: ولم يختلف أنه متى جهل منزلة بعضهم على بعض في مراعاة العدد لم يجز الفِرارُ.
¬__________
(¬1) في (ج 2): لفظ.
(¬2) ساقط من (ع).

الصفحة 68