كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (اسم الجزء: 4)

مَكانَة الأُسْرَة في الإسلاَم وَرعَايتَهِ لَهَا
تعريف الأسرة:
الأسرة لغة: الرَّهْط ـ أي الأشخاص ـ الأدَنْون من الرجل.
ويقصد بالأُسلام اصطلاحاً في نظام الإسلام: تلك الخليّة التي تضم الآباء والأُمهات، والأجداد والجدّات، والبنات والأبناء، وأبناء الأبناء.
الأسرة دعامة أساسية في المجتمع:
إذا كان الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، فإن الأُسرة هي الخليّة الحيّة في كيانه.
والفرد جزء من الأُسرة يأخذ خصائصه الأُولى منها. قال تعالى:
{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} (آل عمران: 34) وينطبع بطابعها، ويتأثر بتربيتها.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟ " رواه مسلم (في كتاب القدر، باب: معنى كل مولود يولد على الفطرة .. ، رقم: 2658) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
الفطرة: الحالة المتهيئة للخير، وهي حالة أصل الخلقة البشرية. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء: أي كما تلد البهيمة بهيمة كاملة الأعضاء لا نقص فيها.

الصفحة 20