كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)
نوناً: منصوبً (1) على المفعولية باحذِفْ، وأو تنويناً عطف على نوناً، ومما تُضْيِفُ أيضا متعلق باحذف. والتقدير: احذِفْ مما تضيفه نوناً تلى الإعرابَ أو تنويناً، ويعني أن الاسم الذي يُضافُ يلزمهُ حذفُ النُّون التي (2) في آخره تابعةً لإعرابه، وهي نونُ التنثيةِ وجمعِ التصحيح بالواو والنون، وما جَرَى مجراهما، أو حَذْفُ تنوينه إن كان مفرداً، أو جمع تكسير، أو تصحيح بالألف والتاء. ولم يَحْتَجْ إلى تقييد التّنوين بأنّه يلي الإعراب، لأنه لا يكون إلا كذلك بخلاف النون، فإنها قد تكونُ تاليةً للإعراب (وهي الجارية مجرى التنوين في الحكم المذكور (وقد تكون غيرَ تاليةٍ للإعراب، فلا تُحَذف من المضاف في الإضافة، فمثال النون التي تُحذَف عند الإضافة وهي التي (3) تلي الإعراب قولكَ: هذان ضاربا زيدٍ، وهؤلاءِ ضارِبُو زيدٍ، وًثنتا حَنْظَل (4) وقوله تعالى: {سيقولُ لك المخلَّفون من الأعرابِ شَغَلَتْنا أموالنُا وأهلونَا (5)}. و {من أوسط ما تُطْعِمُون أَهلْيكم (6)}. ونحو ذلك.
ومثال النون التي لا تُحَذفُ عند الإضافة، وهي التي لا تلي الإعراب؛ بل
_______________
(1) الأصل: منصوباً.
(2) الأصل: الذي.
(3) التي: ليست في س.
(4) جزء من بيت لخطام المجاشعي، وهو
كأنّ خُصْيْيَيْهِ من التَدلْدُلِ ظَرْفُ عَجُوزِ فيهِ تنْتَا حَنْظَلِ
أنظر البيت في الكتاب 3/ 569، 624، والمنصف 2/ 131.
(5) من الآية 11 من سورة الفتح.
(6) في النسخ: ومما تطعمون أهليكم. وصواب الآية ما أثبتناه، انظر الآية 89 من سورة المائدة.
الصفحة 2
699