كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

والثاني: عَظِيمُ الأَمَلِ، وهو من إضافة الصفَّة المشبَّهة باسمِ الفاعلِ إلى مرفوعها في الأصل.
ومثله: مررتُ برجُلٍ حسنِ الوَجْهِ جَميِلِه. ومنه ما أنشده سيبويه لِزُهَيرٍ (1):
أَهْدَى لها أَسْفَعُ الخَدَّينِ مُطَّرِقٌ
ريشَ القَوادِمِ لم يُنْصَبْ له الشَّبَكُ
وأنشد أيضا للشَّمَّاخ (2):
أقامَتْ على رَبْعَيْهِما جارتَاَ صَفاً
كُمُيْتا الأَعَالِي جَوْنَتَا مُصْطَلاَهُمَا
وأنشد أيضا للنابغة (3):
وَتأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنابِ عَيْشٍ
أَجَبِّ الظُّهْرِ ليسَ له سَنَامُ
على رواية جَرِّ الظهرِ. وقال طَرَفَةُ بن العبد (4):
رحيبُ قِطابِ الجَيْبِ منها رَفِيقَةٌ
بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
_______________
(2) الكتاب 1/ 199، وشرح المفصل 6/ 86، وشرح الكافية 2/ 235، 3/ 437، والخزانة 4/ 293، وانظر ديوانه 308.
(3) الكتاب 1/ 196، ومعاني القرآن للفراء 3/ 24، وشرح الكافية للرضي 4/ 231، والخزانة 9/ 363، وانظر ديوانه 106.
(4) من معلقته، انظر الديوان 30، والبت في شرح الكافية للرضي 2/ 235، 443، والخزانة 4/ 303. وقطاب الجيب: مجتمعه. والجسّ: اللمسُ. والبضَّة: البيضاء الناعمة البدن. والمتجرَّد: ما ستره الثياب من الجسد.

الصفحة 21