كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

ومن ذلك إضافة الصفة إلى الموصوفِ، فمن ذلك قول الشاعر، وهو من أبيات الحماسة (1): ... / ... 355
إنا مُحَيُّوكِ يا سَلْمى فَحَيَّينَا
وإن سَقَيْتِ كرامَ النّاس فاسْقِينَا
فالمعنى: وإن سَقَيتِ الناسَ الكرامَ فاسِقيناه، وعلى هذا تقول: (لقيت (2)) شجعانَ القومِ، بمعنى: القوم الشجعان، وعقلاءَ الأهلِ، أي: الأهلَ العقلاءَ، ونحو ذلك وهو بابٌ (3) واسعٌ.
(4 - ومن ذلك قولهم: شهرُ رمضان، وشهرُ ربيعٍ، ويومُ الخميسِ، وذاتَ اليمين -4). وذات الشمالِ، وَذُو صباحٍ. وأنشد سيبويه (5):
عَزَمْتُ على إقَاَمِة ذي صَبَاحٍ
لأَمْرِ مَّا يُسَوَّد من يَسُودُ
فهذا أيضا من إضافة الشيءِ إلى نفسه، ومن ذلك (أيضا (2)) قولهم: هذا حَيُّ زيدٍ، وأتيتك وحَيُّ فلانٍ قائمٌ. وسمع الأخفش أعرابيا يقول: قالهُنَّ حَيُّ رَياحٍ. يعني أبياتا، فحيُّ هنا مذكَّرُ حَبَّةٍ من الحياة، وليس مرادفا (6) للقبيلة، والمراد بحيٍّ هو المرادُ بما بعده، كما كان ذلك
_______________
(1) البيت لبشامة بن حزن النهشلي، وهو في الحماسة 77، وخزانة الأدب 8/ 302، وقد تقدم من قريب.
(2) عن س.
(3) في الأصل: ((وهو من باب)).
(4) سقط من س.
(5) الكتاب 1/ 227، والمقتضب 4/ 345، وشرح المفصل 3/ 12، وشرح الكافية للرضي 1/ 495، 3/ 53، وخزانة الأدب 3/ 87، 16/ 119. والبيت لأنس بن مدركة الخثعمي.
(6) الأصل: مرادف القبيلة.

الصفحة 53