كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

يشملها كلام الناظم:
أحدهما أن يُضاف إلى مَنكور مطابقٍ لما جرى عليه (أَفْعَلُ) لزوما، وذلك لا يكون إلا مع كَوْن المضاف إليه جامدا، فتقول: زيدٌ أفضلُ رجلٍ، والزيدانِ أفضلُ رجلَيْن، والزيدون أفضلُ رجالٍ. وهندٌ أفضلُ امرأةٍ، والهندان أفضلُ امرأتَيْن، والهنداتُ أفضلُ نسوةٍ.
والمعنى تفضيلُ صاحبِ (أَفْعَلَ) على المضاف إليه إذا فُضِّل ذلك التفضيل فالمعنى: زيدٌ أفضلُ الناسِ إذا فُضِّلوا رجلاً رجلاً، والزيدان أفضلُ إذا فضِّلوا رجلَيْن رجلَيْن، وهكذا ما بقى.
والثاني أن يُضاف إلى منكور تجوز فيه المطابقةُ وعدمُها، وذلك مع كون المضاف إليه مشتقاً، فتقول: زيدٌ أفضلُ عالمٍ والزيدان أفضلُ عالم، وأفضلُ عالِمْيِنِ، والزيدون أفضلُ عالِمٍ، وأفضلُ عالِميِنَ. وكذلك في المؤنث.
ومن عدم المطابقة قولهُ تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ به} (1) ومما فيه الأمران ما أَنشد الفرَّاء وأبو زيد من قول الشاعر (2):
وَإذا هُمُ طَعِمُواَ فَأَلأْمُ كَاعِمٍ
وإذا هُمُ جَاعُوا فَشَرُّ جِيَاعِ
ولم يتعرض هنا لمطابقة المضاف إليه لما قبله، ولا لعدم مطابقته، وإنما تَعَّرض إليه ((التسهيل)) (3).
_______________
(1) سورة البقرة/ آية 41.
(2) معاني القرآن 1/ 33، ونوادر أبي زيد (152) ضمن ثلاثة أبيات نسبها إلى رجل جاهلي. والمساعد لابن عقيل 2/ 181.
(3) انظر: ص 134.

الصفحة 587