كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

و (نَسَبٌ) كالقرشيِّ، والهاشميِّ، ونحو ذلك.
واعْتَلق بالشيء، وتعلَّق به بمعنى.
وهذا الحد الذي حَدَّ به النعتَ هو معنى ما حَدَّ به غيرُه من قوله: ((هو الاسم الجاري على ما قبله لإفادة وصفٍ فيه أو فيما هو من سَبَبه)) وفي هذا التعريف (1) نظر من أوجه:
أحدها أن البدل وعطف البيان داخلان عليه، ولا يُنْجيه من ذلك قوله: ((بوَسْمِه)) لأن الوَسْم كما يقع بالصفة المشتقة المؤدِّية لمعنى من المعاني الزائدة على الموصوف كذلك يقع بالاسم الجامد الذي يؤدِّي معنى الأول ويُبَيِّنه، لأن الاسم على الإطلاق سِمَة على مُسَمَّاه، وإطلاقُه على مسمَّاه وَسْمٌ له به، فلا يُنَجِّى قولُه: ((بوَسْمه)) عن وُروُد ما ليس بنعت في حَدِّه. نَعَمْ الذي لا يَحتمل دخول البدل وغيره عليه هو قوله: ((أوَ وَسْمِ ما به اعْتَلَق)) لأنه لا يصح وسُم ما بالأول اعْتَلَق إلا وهو مشتق (2).
والثاني أن هذا التعريف لا يصدق إلا على (نَعْت البيان) خاصة، لأنه هو الذي أَتَمَّ الفائدةَ بالنسبة إلى السمع.
ونعتُ البيان هو المسوقُ لتخصيص نكرة نحو: مرتتُ برجلٍ نَجَّارٍ، فإنك خَصَّصْتَه بـ (النجار) من الفَلاَّح (3)، والعاقل، والأحمق، وغيرهم ممن ليس بنجَّار.
_______________
(1) أي تعريف الناظم.
(2) في الأصل و (ت) ((لأنه لا يصح ما بالأول إلا وهو مشتق)) وما أثبته من (س) وحاشية الأصل، وهو وجه العبارة.
(3) في الأصل و (ت) ((بالنجار والفلاح ... )) وهو تصحيف بَيِّن.

الصفحة 614