كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

ولعل الناظم ذهب هنا مذهبَ الفراء، إذ هو مذهبه أيضاً في ((التسهيل)) (1) فلم يقل بما قال به الجمهور، وإنما رأى رأيَ الفراء، وحُكِى عن الشَّلوْبِين أنه صَحَّحه.
وحَكى الفراء: مررتُ بالرجلِ أخيكَ، على النعت. وذكر المؤلف من ذلك أمثلة، كغلامٍ يافعٍ ومُراهقٍ، وجاريةٍ عَروبٍ وخَوْد، وماءٍ فُراتٍ وأُجَاجٍ، وتَمْر بَرْنيٍّ وشِهْرِيزٍ (2)، وأشياء غير هذه. فالظاهر أنه سكت عن ذلك لهذا الوجه. والله أعلم.
ثم ذكر النوع الثاني من أنواع ما يُنِعت به، وهو الجملة، فقال:
ونَعَتُوا بجُمْلَةٍ مُنَكَّرَا
فَأُعْطِيَتْ ما أُعْطِيَتْهُ خبراَ
وامْنَعْ هنا إيقَاعَ ذَاتِ الطَّلبِ
وإنْ أَتتْ فالقَوْلَ أَضْمِر تُصِبِ
يعني أن العرب أجرت الجملَة نعتاً على الاسم السابق، الجملة اسميةً أو فعليةً، لكن شرط في الاسم المنعوت بها شَرْطاً، وشَرط في الجملة نفسِها شرطين.
فأمّا شرط المنعوت فإن يكون نكرة، وذلك قوله: ((مُنَكَّرَا)) أي اسماً منكراً،
_______________
(1) حيث يقول فيه (ص 167): ((وكونه مفوقا في الاختصاص أو مساويا أكثر من كونه فائقا)).
(2) اليافع: من شارف الاحتلام، وهو دون المراهق. والمراهق: من جاوز طور الصبا، من أربع عشرة سنة إلى خمس وعشرين. والمرأة العروب: المتحببة إلى زوجها.
والخَوْد: الشابة الناعمة الحسنة الخلقة. والماء الفرات: الشديد العذوبة يقال: ماء فرات، ونهر فرات. والأجاج: ما يلذع الفم بمرارته أو ملوحته.
والتمر البرني: نوع جيد من التمر مدور أحمر مشرب بصفرة. ويقال كذلك: نخل برني، ونخلة برنية. والشهريز: ضربٌ من التمر. معرّب.

الصفحة 631