كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

خبراً للمبتدأ، وذلك لزومُ الضمير العائد على مَن هي نعتٌ له أو خبرٌ، وكذلك الصلة، لأن الربط بين الجملتين محتاج إليه في فهم المراد، وذلك بالضمير العائد.
وهذا هو الشرط الأول من شَرْطَيِ الجملة الواقعة نعتاً، فإذا قلت: مررتُ برجلٍ أبوه قائمٌ، فالهاء هو العائد. وكذلك إذا قلت: مررتُ برجلٍ قامَ، ففاعل ((قَامَ)) هو العائد.
فلو خَلَت الجملةُ من ضمير لم تقع نعتا، فلا تقول: مررتُ برجلٍ قامَ زيدٌ، ولا برجلٍ زيدٌ قائمٌ، إذ لا ارتباطَ بين الجملتين. نعم قد يُحذف الضمير وهو مرادُ الثبوتِ، كقول جَرِير، أنشده سيبويه (1):
أَبْحْتَ حِمَى تِهَامَةَ بعد نَجْدٍ
وما شَيْءٌ حَمَيْتَ بمُسْتَبَاحِ
وأنشد أيضاً للحارث بن كَلَدة (2):
ومَا أَدْرِي أغَيَّرهُمْ تَنَاءٍ
وطُولُ العَهْدِ أمْ مَالٌ أَصَابُوا
فهذا الحذف غير قادحٍ، فقد يُحذف أيضاً من الخبر، نحو قوله تعالى:
_______________
(1) الكتاب 1/ 87، 130، وابن الشجري 1/ 5، 78، 326، والمغني 503، 612، 633، والتصريح 2/ 112، والعيني 4/ 75، وديوانه (99).
ويروى ((حميت حمى تهامة)) وتهامة. ما تسفل من بلاد العرب. ونجد: ما ارتفع منها، وكنى بهما عن أرض العرب جميعا. يخاطب عبدالله بن مروان، ويقول له: ملكت العرب، وأبحت حماها بعد إبائها عليك. وما حميته لا يستطيع أحد أن يستبيحه لقوة سلطانك.
(2) الكتاب 1/ 88، 130، وابن الشجري 1/ 5، 326، 2/ 334، وابن يعيش 6/ 89، والعيني 4/ 60. والثنائي: التباعد. ومعنى البيت ظاهر.

الصفحة 633