كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

يَبْغُونَ (1)} والتقدير: وَعَدَهُ اللهُ الحُسْنَى، ويَبْغُونَه.
وجاء في الشعر منه كثير، فلا يبعد أن يكون المؤلف أحال إحداهما على الأخرى في هذا الحكم لقرب ما بينهما.
وهذا على تسليم أنه قَصد هذا المقدار، وقد يقال: إنه لم يَقصد فيه إلا لزومَ رجوع الضمير فقط. وأما الحذف فسكت عنه في الموضعين.
وقد يكون هذا المَحْمل اقربَ إلى مراده. والله اعلم.
وإذا ثبت هذا فلا عليه من ذكر الحُكْمين اللذين ذكرهما في الشَّطْرين. أما الأول فضروري، وأما الثاني فمكمَّل.
وقد تم الكلام على النوع الثاني من أنواع ما يُنْعت به.
والنوع الثالث المصدرُ، فإن المصدر قد يقع نعتاً، ويكثر في الكلام، ولذلك قال:
ونَعَتُوا بمَصْدَرٍ كَثِيَرا
فاَلَتَزَمُوا الإفْرَادَ والتَّذِكْيَرا
((كثيراً)) حال، كضربتُه شديداً، أو نعتُ مصدرٍ محذوف.
_______________
= والسلمي هو أبو عبد الرحمن عبدالله بن حبيب السلمي، مقرئ أهل الكوفة، إليه انتهت القراءة تجويدا وضبطا، أخذ القراءة عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وغيرهما وأخذ القراءة عنه عاصم، وعطاء بن السائب، ويحي بن وثاب وآخرون (ت 74 هـ) [طبقات القراء 1/ 413].
وأما الأعرج فهو أبو صفوان حميد بن قيس الأعرج المكي. أخذ القراءة عن مجاهد بن جبر، وروى القراءة عنه سفيان بن عيينة وأبو عمرو بن العلاء وسواهما (ت 130 هـ) [طبقات القراء 1/ 265].
(1) سورة المائدة/ آية 50.
قرأها الثلاثة برفع ((حُكْمُ)) وقرأها ابن عامر بالنصب وبالتاء. وقرأ الباقون بالنصب والياء. وانظر: المحتسب 1/ 210، والسبعة: 244.

الصفحة 642