كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

إما في اللفظ والمعنى، كالعاقلِ والكريمِ، أو في اللفظ دون المعنى، كالذاهبِ والمنطلِقِ، أو في المعنى دون اللفظ، كالضَّارِب من (الضَّرْب) والضَّارِب في الأرض (1).
ومعنى كونه مؤتلِفاً أن يتفق اللفظ والمعنى معاً حتى يمكن أن يعبَّر عنهما باسمٍ مثنى أو مجموع.
فإذا اختلف النعتان فلابد من تفريقهما-إذ لا يمكن فيهما التَثنيةُ والجمع لفَقْد شرطهما- بعطف أحدهما على الآخر. وذلك قوله: ((فَعَاطِفاً فَرِّقْهُ)) فتقول: مررتُ برجَليْنِ صالحٍ وطالحٍ، ومررتُ بامرأتَيْنِ بِكْرٍ وثَيِّبٍ. وكذلك/ فيما زاد على الاثنين، نحو: مررت برجالٍ قرشيٍّ ... 600 وهاشميٍّ وأنصاريٍّ.
ومن ذلك ما أنشده سيبويه من قول الشاعر (2):
بَكَيْتُ ومَا بُكَا رَجُلٍ حَزِينٍ
على رَبْعَيْنِ مَسْلُوبٍ وبَالِ
وأنشد في ((الشرح)) لحسان بن ثابت (3):
_______________
(1) يقال: ضرب الرجل في الأرض، إذا ذهب فيها وأبعد، وكذلك إذا سار في ابتغاء الرزق.
(2) سيبويه 1/ 431، والمقتضب 4/ 291، والمغني 356. وينسب لابن ميادة أو لرجل من باهلة. والربع: منزل القوم في الربيع خاصة، أو مطلق المنزل. والمسلوب: الذي سلب بهجته لخلوه من أهله.
(3) ديوانه 135، من قصيدة قالها في غزوة الخندق، وشرح التسهيل للناظم (ورقة: 188 - ب). ورواية البيت في الديوان ((من مُردٍ)) والمرد: جمع أمرد، وهو الشاب الذي بلغ خروج لحيته وطَرَّ شاربه، ولم تظهر لحيته. والشيب: جمع أشيب، ذو الشَّيْب، وهو ابيضاض الشعر.

الصفحة 649