كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

فعلى تقدير ان يكون ((الذين هُمُ)) في موضع نصب لا يكون شاهدا (1). ويُنْشَد هكذا (2)
النَّازلُونَ بكُلِّ مُعْتَرَكٍ
والطَّيِّبُونَ مَعاقِدَ الأُزْرِ
برفع الجميع.
والثاني أن تُتبعها كلَّها فتقول: مررتُ بزيد الفاضل الصالح العالم، ومنه قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مالِكَ يْومِ الدِّينِ} (3) وفي الشعر قولُ الراجز أنشده سيبويه (4):
بأَعْيُنٍ مِنْهَا مَليحات النُّقَبْ
شَكْلِ التِّجَارِ وحَلاَلِ الْمكْتَسَبْ
وأنشد أيضاً لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي (5):
_______________
(1) في الأصل و (ت) ((يكون شاذا)) وهو تحريف، وما أثبته من (س).
(2) الكتاب 1/ 202، وكذلك المراجع السابقة.
(3) سورة الفاتحة/ آية 2، 3، 4.
(4) الكتاب 2/ 67، واللسان (نقب). يصف جواري أو إبلا- والنقب: يروى بضم النون وكسرها، فعلى الضم يكون جمع نُقْبة، وهي ما أحاط بالوجه من دوائره، وعلى الكسَر يكون جمع نقْبة، فِعلَةَ من الانتقاب بالنقاب، وشكل التجار: أي يصلحن للتجارة. ويروى ((شكل النجار)) بالنون، أي تشاكل نجارها وتشبهه.
(5) ديوان الهذليين 3/ 3، والكتاب 2/ 67، وابن يعيش 6/ 32، واللسان (وحد). يصف اسدا. والحِيَد: نتوء في قرنه، واحدتها حِيَدة. ويروى (حَيَد) على المصدر. وحومة الموت: مجتمعه. والرزَّام: من الرزم، وهو الصَّرْع. والفراس: من الفَرْس، وهو دق العنق، ومنه: الفريسة، لاندقاق عنقها. والصريمة: رميلة فيها شجر، تنفرد وتنقطع مما حولها من والأرض. والهماس: من الهمس، وهو الصوت الخفي، وذلك من عادة الأسد. وأحدان: أصله وحدان، فقلبت الواو همزة، وهو جمع واحد. ويقال: رجل واحد، أي متقدم في العلم أو البائس أو غيرهما، كأنه لا مثل له، فهو وحده في ذلك. ومعنى الشعر أن الدهر لا ينجو منه أحد ولا شيء حتى هذا الأسد.

الصفحة 671