كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

يامَيَّ لا يُعْجِزُ الأيَّامَ ذُو حِيدٍ
في حَوْمَةِ الموتِ رَزَّامٌ وفَرَّاسُ
يَحْميِ الصَّريمةَ أُحْدَانُ الرِّجالِ له
صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْلِ هَمَّاسُ
ويحتمل القطع.
والثالث أن تُتْبع بعضاً دون بعض، وهو نَصُّه حين قال: ((أو بَعْضِها اقْطَعْ مُعْلِنَا)) فتقول: مررتُ بزيدٍ العاقلِ الفاضلُ. وقد أُنْشِد بيتُ الخرِنْقِ هكذا (1):
النَّازِلوُن بكلِّ مُعْتَرَكٍ
والطَّيِّبينَ معاقدَ الأُزْرِ
وبالعكس (2)
وأنشد سيبويه قولَ ابن خَيَّاط العُكْلي (3):
وكلُّ قومٍ أَطاعُوا أمَر مُرْشِدِهمْ
إلاَّ نُمَيْراً أَطَاَعَتْ أمرَ غاوِيَها
_______________
(1) انظر: المراجع السابقة.
(2) أى هكذا:
النازِلينَ بكُلَّ مُعْتَرَكٍ والطيَّبُونَ معاقَد الأُزْرِ
(3) الكتاب 2/ 64، والإنصاف.47. ونمير: قبيلة من بنى عامر. وغاويها: مغويها: ، من الغي، وهو الضلال. وقيل: المراد بغاويها الضال نفسه، فهو غاوٍ في نفسه، مغو لمن أطاعه. والظاعنين: المرتحلين، يعني أنهم يخافون عدوهم لقلتهم وذلهم فيحملهم ذلك على الظعن والهجرة. وقوله: ((ولما يظغنوا أحدا)) معناه أن عدوهم لا يخافهم فيظعن عن داره. وقوله ((لمن دار نخليها)) معناه أنهم إذا رحلوا عن دارهم لم يعرفوا من يحلها بعدهم من قبائل العرب، لأنهم أضعف من كل قبيلة، وكل قبيلة يمكن أن تحل دارهم.

الصفحة 672