كتاب شرح ألفية ابن مالك للشاطبي = المقاصد الشافية (اسم الجزء: 4)

وأما (إِذْ) فتضاف أيضا إلى الجملة الاسمية نحو: جئتُ إذ زيدٌ أميرٌ. ومنه قوله تعالى: {وَاذْكُروا إِذْ أَنتُمْ قليلٌ مستَضْعَفُون في الأَرْضِ (1)}، {وَإِذْ أنتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُون أُمَّهاتِكُم (2)}. وإلى الجملة الفعلية كان الفعلُ ماضياً أو مضارعاً نحو: جِئْتُ إِذْ جاءَ زيدٌ. (وإذ يجئُ زيد) (3) ومنه في القرآن: {واذكُروا إذْ جَعَلَكُم خُلَفاءِ (4)}، {وَإِذْ اتينا مُوسى الكتابَ والفُرقْانَ (5)}، {إِذْ تُصعِدُون ولا تَلْوُون على أَحَدٍ (6)}، {إِذْ تأتِيهم حيتانُهُم يومَ سَبْتِهِم/ شُرَّعَّاً (7)}. 365
ثم قال: ((وَإِنْ يُنَوَّن يُحْتَمَلْ إِفرادُ إِذْ))، الضمير في ((يُنَوّن)) راجعٌ إلى إِذْ، لأنه أقربُ مذكورٍ.
وقوله: ((إفرادُ إِذْ))، أظهره والموضعُ موضعُ الضمير لأجل البيان، يعني أن إِذْ إذا نُوِّنَ، أي: لحقه تنوينٌ في آخرِهِ احتُمِلَ (أي: اغتُفِر واستُجِيزَ (إفرادُه عن الإضافة (8) فيبقى دون مضافٍ (إليه (9)) لفظا وإن كان مراداً معنى، وهو الجملة المذكورة.
وفي هذا الكلام إشعارٌ بجوازِ تَنْويِنِه، لأن ما ذُكِرَ من الحكم مبنيٌّ
_______________
(1) الآية 26 من سورة الأنفال.
(2) الآية 32 من سورة النجم.
(3) عن س.
(4) الآية 69 من سورة الأعراف.
(5) الآية 53 من سورة البقرة.
(6) الآية 153 من سورة آل عمران.
(7) الآية 163 من سورة الأعراف.
(8) س: عن الإضافة إليه.
(9) عن س.

الصفحة 68