كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 4)

مني كفر، ولا تبع إحساني إليك منّ، ولك عندي يدان: يد لا أقبضها عن نفعك، وأخرى لا أبسطها إلى ضرّك، فتجنّب ما يسخطني [1] فإني أصون وجهك عن ذلّ الاعتذار.
«357» - وقال ابن شهاب: دخلت على عبد الملك بن مروان في رجال من أهل المدينة، فرآني أحدثهم سنّا، فقال لي: من أنت؟ فانتسبت له، فقال: كان أبوك وعمّك يخبّان في فتنة ابن الزبير، قلت: يا أمير المؤمنين، إنّ مثلك إذا عفا لم يعدّد، وإذا صفح لم يثرّب؛ فأعجبه ذلك.
[الاعتذار بين المنصور والمأمون]
358- سعي بعبد الملك بن الفارسي إلى المأمون، فقال له المأمون: إنّ العدل من عدّله أبو العباس، وقد كان وصفك بما وصفك به [2] ثم أتتني الأنباء بخلاف ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ الذي بلغك حمل عليّ، ولو كان كذلك لقلت نعم كما بلغك [3] ، فأخذت بحقي من الله في الصدق، واتكلت على أمير المؤمنين في سعة عفوه؛ قال: صدقت.
«359» - أقبل المنصور يوما راكبا، والفرج بن فضالة جالس على [4] باب الذهب، فقام الناس إليه ولم يقم، فاستشاط المنصور غضبا وغيظا، ودعا به فقال
__________
[1] م: ما يسوء ظني.
[2] بما وصفك به: سقط من م.
[3] كما بلغك: سقط من م.
[4] ابن عساكر: عند.

الصفحة 123