«362» - قال المنصور لرجل كان واجدا عليه: تكلّم بحجتك. قال: لو كان لي ذنب لتكلمت بعذري، وعفو أمير المؤمنين أحبّ إليّ من براءتي.
«363» - كان النّخعي يكره أن يعتذر إليه ويقول: اسكت معذورا فإنّ المعاذير يحضرها الكذب.
[عتبة يخاطب أهل مصر]
«364» - رقي عتبة بن أبي سفيان في مرض موته فقال: يا أهل مصر، قد تقدّمت لي فيكم عقوبات كنت يومئذ أرجو الأجر فيها، وأنا اليوم أخاف الوزر عليّ منها، فليتني لم أكن اخترت دنياي على معادي، ولم أصلحكم بفسادي، وأنا أستغفر الله منكم وأتوب إليه فيكم، ولقد هلك من شقي بين عفو الله ورحمته.
[أشعار في الاعتذار]
«365» - وكان كعب بن جعيل شاعر معاوية [يمدحه] ويذم غيره، فقال معتذرا: [من الطويل]
ندمت على شتم العشيرة بعد ما ... مضى واستتبّت للرواة مذاهبه
فأصبحت لا أسطيع ردّ الذي مضى ... كما لا يردّ الدرّ للضرع [1] حالبه
366- أبو نواس: [من الوافر]
أقلني قد ندمت على الذنوب ... وبالإقرار عذت من الجحود
__________
[1] ب: يرد الضرع في الدهر.