كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 4)

«453» - ولكاتب متقدم في المعنى: الرضى بما يبيحه حكم الشريعة أولى من الامتعاض مما تحظره أنفة الحمية، ولا قبح في ما أحلّ الله، كما لا جمال في ما حرم الله، فعرّفك الله الخيرة في ما اختارته من طهارة العفاف ونبل الحصانة، وعطفك من برّها على ما تؤدّي به حقها، وما ألزمك من المعروف في مصاحبتها.
«454» - البحتري يهنىء الفتح بن خاقان بسلامته من الغرق: [من الكامل]
بعدوّك الحدث الجليل الواقع ... ولمن يكايدك الحمام الفاجع
قلنا لعا لما عثرت ولا تزل ... نوب الليالي وهي عنك رواجع
ولربّما عثر الجواد وشأوه ... متقدّم ونبا الحسام القاطع
لن يظفر الأعداء منك بزلّة ... والله دونك حاجز ومدافع
إحدى الحوادث شارفتك فردّها ... صنع الإله ولطفه المتتابع [1]
وفضيلة لك أن منيت بمثلها [2] ... فنجوت مبتدئا وقلبك جامع
حتى برزت لنا وجأشك ساكن ... من نجدة وضياء وجهك ساطع
ما حال لونك [3] عند ذاك ولا هفا ... عزم ولا راع الجوانح رائع
«455» - فرّ أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد من أبي فديك الخارجي، فدخل إليه أهل البصرة فلم يدروا كيف يكلّمونه، ولا ما يلقونه به من القول،
__________
[1] سقط هذا البيت من ب.
[2] م: بفعلها.
[3] الديوان: لون.

الصفحة 185