كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)
وديوان شعر سماه نبراس الأفكار من مختار الأشعار ونظم بديعية سماها منح الآله في مدح رسول الله وشرحها شرحاً حافلاً سماه المنح الآلهية في مدح خير البرية وله غير ذلك ومن شعره ما أرسل به إلي وهو قوله
كريم نشأ في العلم والفضل والتقى ... وجود يغار البحر إن هو أغدقا
خليل خليل لا انفصام لوده ... جليل تسامى في الكمالات وارتقى
هو السيد المفضال والجهبذ الذي ... كسا الفضل فخراً في الأنام وصفقا
تسامى به أفتا دمشق مراتباً ... وأزهت به مما لقد حاز رونقا
وقام به سوق الكمالات رائجاً ... بما حاز من فضل به الله أنطقا
فلا زال كهفاً للأنام جميعهم ... وبدراً علا في قبة المجد أشرقا
وكانت وفاته في شوال سنة ست وتسعين وألف في غزة هاشم ودفن بها رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
حرف اللام
لطف الله الواعظ
ابن مصطفى القريمي الحنفي نزيل دمشق الشيخ الفاضل الفقيه الواعظ المتفنن ولد في سنة ثمان وسبعين وألف وأخذ العلوم عن الفاضل الشهير أحمد الكفوي ثم قدم دمشق وتوطنها وبرع وفضل ووجهت له وظيفة الوعظ بسبعين عثمانياً من طرف الدولة العلية في الجامع الأموي فصار يعظ على الكرسي بالقرب من ضريح سيدنا نبي الله يحيى صلى الله على نبينا وعليه وسلم وكان مشهوراً بين الوعاظ بدمشق وألف منسكاً كبيراً ورسالة في الرد على الشيعة وكانت وفاته بدمشق سنة احدى وستين ومائة وألف ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
لطفي الصيداوي
ابن علي بن محمد بن مصطفى الصيداوي الحنفي الشيخ الفاضل الصوفي النبيل الأوحد البارع كان كردي الأصل ولما ولي صيدا الوزير عثمان باشا المكنى بأبي طوق صار صاحب الترجمة كتخدا عنده اتخذه الباشا علي كره منه وقد أجاز لصاحب الترجمة الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي في اجازة مطولة وقفت عليها ولما عزل الوزير المذكور من صيدا وولي البصرة أخذ معه صاحب الترجمة وذلك في حدود الخمسين ومائة وألف وبعد ثمانية أشهر من حكومته حاربته الأعجام وصارت بينه وبينهم وقعة عظيمة قتل فيها المترجم رحمه الله تعالى.
الصفحة 15
270