كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)
لعمري ولا أرضى الدراري ولو ونت ... لأنظمها في مدحه فذر الدرّا
وما مدح المدّاح تحصر فضله ... وقطر الغوادي من يطيق لها حصرا
ولو أن ألفاً ينظمون مديحه ... لما بلغوا من قدر أفضاله العشرا
وناهيك من قد جاءنا في مديحه ... من الله آيات مدى دهرنا تقرا
وصلى الهي مع سلام على الذي ... أنال الورى فخراً يفوق على الشعرى
مدى الدهر ما غنى على الدوح ساجع ... وما أسبل المشتاق من دمعه القطرا
وكان لصاحب الترجمة غير ذلك من النظم والنثر وعلى كل حال فقد كان من أفراد الصدور أهل الفضل والجود ومن ابتهج بمحامدهم وفضائلهم الوجود ولم يزل مستمراً على طريقته المثلى إلى أن مات وكانت وفاته في جمادي الأولى سنة خمس وثلاثين ومائة وألف ودفن بتربتهم بقرب ضرائح الصحابة في الباب الصغير رحمه الله تعالى.
محمد الدمشقي
ابن إبراهيم بن صالح بن عمر باشا بن حسن باشا الحنفي الدمشقي الأديب الكاتب البارع كان له معرفة بالتركية والانشاء والعربية وله شعر باللغتين ولد بدمشق في سنة احدى عشرة ومائة وألف وجده حسن باشا المذكور كان بدمشق من مشاهير صدورها وأعيانها وكان في مبدأ أمره من آحاد جند الشام ثم تنقلت به الأحوال حتى ولي محافظة دمشق وغيرها وبنى بدمشق الخان المعروف به بسوق جقمق ووقفه مع جملة من عقاراته على ذريته وكانت له محاسن ومساو إلا أن محاسنه أكثر من مساويه ومن شعر المترجم ما رأيته مكتوباً بخطه وهو قوله
يا أكرم من مشى على الغبراء ... يا أفضل من رقى إلى الخضراء
أرجوك لدفع كل شر عني ... بالقاسم بالطيب بالزهراء
وقوله وكتبه في صدر رسالة
سلام على من لم نزل لفراقهم ... سكارى بنا جود الوساوس والهم
ومن لو رأوا من بعدهم كيف حالنا ... لجادوا على غيظ القطيعة بالكظم
وشدّوا على خيل الأياب سروجها ... وباتوا وهم فيما نحب على عزم
وله أيضاً
أيا نبيّ النبيين الكرام ومن ... لولاه ما كان دين الله قد عرفا
لو لم تكن تثمر الدنيا وضرتها ... إلا وجودك يا خير الورى لكفى
وكتب إلى والدي وجدي بقوله
أذاها جر الشيخ المرادي ونجله ... بمن عنهما تعتاض جلق قولوا لي
الصفحة 23
270