كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)

على الجزرية وديوان خطب وجمع بخطه الحسن المضبوط عدة مجاميع علمية وأدبية وبيض غالب مؤلفات شيخه الشيخ عبد الغني النابلسي بخطه وكانت ولادته بدمشق في شعبان سنة ثمانين وألف وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة احدى وثلاثين ومائة وألف ووقع في ساعة موته مطر عظيم واستمر المطر حتى غسل وكفن يوم الجمعة وصلى عليه بالجامع الأموي بعد جمعتها ودفن بتربة الغرباء بمرج الدحداح وتمثل الشمس محمد الغزي العامري يوم وفاته بقول الشيخ نجم الدين بن إسرائيل
بكت السماء عليه ساعة موته ... بمدامع كاللؤلؤ المنثور
وكأنها فرحت بمصعد روحه ... لما سمت وتعلقت بالنور
أوليس دمع الغيث يهمي بارداً ... وكذا تكون مدامع المسرور

محمد الكوراني
أبو الطاهر بن إبراهيم بن حسن المدني الشافعي الشهير بالكوراني الشيخ الامام العالم العلامة المحقق المدقق النحرير الفقيه جمال الدين ولد بالمدينة المنورة في حادي عشري رجب سنة احدى وثمانين وألف ونشأ بها في حجر أبيه وتلا القرآن العظيم وأخذ في طلب العلم فقرأ على والده المرقوم عدة من العلوم وأخذ عن السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي وأبي الأسرار حسن بن علي العجيمي وعن محدث الحجاز محمد بن محمد بن سليمان المغربي وعن الجمال عبد الله بن سالم البصري وعن الشهاب أحمد بن محمد النخلي وعن غيرهم وبرع وفضل واشتهر بالذكاء والنبل وكان كثير الدروس وانتفعت به الطلبة وتولى افتاء السادة الشافعية بالمدينة المنورة مدة وله من التآليف اختصار شرح شواهد الرضي للبغدادي وترجمه الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري في ثبته المسمى بلطائف المنة فقال زرته في داره ورأيت من ديانته ونسكه وتواضعه وخفض جناحه ما لم أره على أحد من مشايخنا خلا الملا الياس الكوراني فإنه كان يقاربه في ذلك وأراني كتابات له حسنة على مسائل فقهية سئل عنها من بلاد اليمن وكان عالماً صالحاً فقيهاً وكانت وفاته في تاسع رمضان سنة خمس وأربعين ومائة وألف ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى.

محمد سعيد الكوراني
ابن إبراهيم بن محمد أبي الطاهر بن المنلا إبراهيم الكوراني المدني الشافعي حفيد المتقدم ذكره آنفاً الشيخ الفاضل الصالح النبيل البارع ولد بالمدينة في ثاني عشري شعبان سنة أربع وثلاثين ومائة وألف ونشأ بها وحفظ القرآن وطلب العلم وأخذ عن أبيه والشيخ عبد الرحمن الجامي والشيخ محمود الجامي والفقيه محمد بن سليمان الكردي وكان رجلاً

الصفحة 27