كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)

الفقيه العلامة أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي وعن الشيخ محمد البابلي وغيرهم وله من المؤلفات شرح على الموطأ وشرح على المواهب وغير ذلك وأخذ عن الشيخ محمد بن خليل العجلوني الدمشقي والجمال عبد الله الشبراوي وكانت وفاته سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى.

محمد رجائي
ابن أحمد الملقب برجائي على طريقة شعراء الفرس والروم وكتابهم الحنفي القسطنطيني أحد رؤساء الدولة وأعيانها أصحاب الاشتهار والاعتبار والحشمة والوقار وأرباب المعارف والخطوط المتنوعة ولد بقسطنطينية وبها نشأ وصار من كتاب الرئيس في الديوان السلطاني ومهر في الخطوط وأتقنها لا سيما الخط المعروف بالديواني كانت له به الشهرة التامة في وقته وترقى للمناصب العالية فصار تذكر جي أول وثاني للديوان السلطاني المعلى ورئيس الجاويشية ثم ترقى فصار رئيس الكتاب ودفترياً وكتخدا الوزير واشتهر بين العال والدون وعظمت دولته وتوفرت حرمته وسمت رتبته ونمت ثروته ونفذت كلمته واتسعت دائرته إلى أن مات وكانت وفاته في نصف رجب سنة أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى ومن مات من أموات المسلمين أجمعين آمين.

محمد المزطاري
ابن أحمد المزطاري المغربي المكناسي الشاذلي المالكي الشيخ الامام العارف بالله تعالى المسلك المرشد الصوفي قطب الواصلين واستاذ الأساتذة وشيخ الطائفة أخذ الطريقة الشاذلية عن شيخه صاحب الكرامات والأحوال من شهدت بقطبانيته فحول الرجال القطب الغوث الفرد الرباني سيدي قاسم بن أحمد القرشي السفياني المدعو بابن بلوشة نور الله مرقده حكى تلميذ المترجم الشهاب أحمد بن إبراهيم الحبالي الاسكندري إنه ما غفل في وقت من الأوقات الخمسة عن سبعين ألف لا إله إلا الله قط في مدة إقامته معه وكانت المدة المذكورة ثمانية عشر عاماً وإنه تولى القطبانية خمسة وعشرين عاماً إلى أن توفي وقدم دمشق في غرة جمادي الأولى سنة ست وتسعين وألف وأخذ عنه بها الطريق الشيخ محمد بن خليل العجلوني وكتب له بذلك اجازة مطولة وكان يقول له جئت من المغرب لأعمر ديارك وأخذ أيضاً عن المترجم الشيخ عبد الرزاق بن عبد الرحمن السفرجلاني ومن ذلك الوقت اشتهرت الطريقة الشاذلية بدمشق وكثر أتباعها والآخذون لها وكان صاحب الترجمة جبلاً من جبال المعارف منار هدى وارشاد وله كرامات كثيرة وخوارق شهيرة لا تسعها الافهام ولا يطيقها نطاق الأقلام ثم إنه رحل من دمشق إلى مكة المشرفة

الصفحة 33