كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)

القاضي بدمشق وبين آغة القول على الحلبي حتى إن بعض الأنفار من القول هجموا على مقر حكومته وهي السراي وخرجت أتباعه لدفعهم وردهم وانقضت الفتنة ذلك اليوم ثم بعد رجوع الحج لدمشق عرض الوزير كافل دمشق المذكور لطرف الدولة بسوء حال المترجم فعزل عن منصبه وأجلى بالأمر السلطاني لبلدة قونية وصار دفترياً مكانه يوسف الحلبي كاتب ديوان كافل دمشق المذكور ثم أطلق وارتحل لقسطنطينية وقدم دمشق مأموراً من طرف الدولة بالأوامر السلطانية على أمير الجردة ووالي طرابلس الشام عبد الله باشا ابن الكافل المذكور رغبة في عفو والده عنه وكتبت له الدولة كتباً بالتوصية به ثم بعد أداء مأموريته وذلك في جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائة وألف توفي الكافل محمد باشا وبعد موته بأيام قلائل جاء له المنصب المذكور من طرف الدولة وصار دفترياً بدمشق وكان قبل موته هو كتب للدولة عن صيرورته له فجاء له المنصب على كتابته فتعرض للناس وتقوى وظهر منه طمع في الأمور وتغلب ولما وصل خبر ذلك للدولة واتهم بأخذ البعض من مال الباشا المتوفي وتركته وإنه هو الباعث على اخفاء المخلفات المظنونة لتراخيه عن الختم على دور الوزير المذكور وأماكنه تحسن عندهم رفعه لقلعة دمشق فجاء الأمر السلطاني برفعه فرفع للقلعة وبقي المنصب عليه ثم أطلق بعد أيام وانزوى بعد ذلك وانكف عن المخالطة واقتصر على أمور نفسه حتى مات وكانت وفاته بدمشق يوم السبت رابع عشر محرم الحرام سنة تسع وتسعين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير بالقرب من بلال الحبشي رضي الله عنه والأخسخوي نسبة إلى أخسخه بألف مفتوحة وخاء معجمة وسين مهملة وخاء معجمة أيضاً وهاء ناحية تشتمل على بلاد وقرى مشهورة بالروم والله أعلم.

حرف القاف
قاسم الجليلي الموصلي
ابن خليل الجليلي الموصلي كان ماهراً عارفاً بصنعة النثر والنظم خبيراً بتعاطي أمور الملك صدراً في مجالس الشرف ولد في حدود سنة ثمان ومائة وألف بالموصل ونشأ بها وحج في عام اثنين وأربعين ومائة وألف وترجمه الفاضل الوحيد عثمان العمري الدفتري فقال جبل الأدب الشامخ وطود الفضل الباذخ ذو المجد الراسي والبذل المواسي والقريض المزهر والصباح المسفر والكمال الداجي والنوال المداجي والكمالات الموفورة والبراعات المنثورة الذي باهت به الأقلام وتاهت به الليالي والأيام انتهى وترجمه محمد أمين ابن خير الله الخطيب فقال ذو الهمم الشامخة والفضائل الباذخة

الصفحة 8