كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 4)
والقدم الراسخة والأيادي الناضخة والعلوم التي هي لهامة الجهل فاضخة ولقسمة المستفيدين راضخة أصمى كبد البلاغة بأسنة أقلامه وناط على جيد الزمان عقود نظامه إلى آخر ما قاله فيه وله شعر لطيف ومن نفثات بابلياته قوله في مدح الوزير حسين باشا الجليلي من قصيدة مطلعها
هي الشمس حقاً والكؤس المشارق ... وفي كل أفق من سناها دقائق
إلى أن قال
هلموا إليها مهتدين لنورها ... إلى حانها الفياح فالوقت رائق
بأيام مولانا الوزير ومن له ... من العز دست والسعود نمارق
رؤف بذي الأرحام بر موّصل ... ولكنه للمنكرات مفارق
كريم لدفع الضير فينا مؤمّل ... جواد وللخيرات بالجود سائق
نجيب لكشف المعضلات مجرّب ... فتى ذو ثبات إذ تشيب المفارق
فلا زال في عز ومجد ورفعة ... وطول حياة والزمان موافق
وكانت وفاته بالموصل سنة أربع وستين ومائة وألف ودفن بها رحمه الله تعالى.
قاسم الدوكالي
ابن سعيد بن عثمان المالكي الدوكالي الحوزي المغربي نزيل دمشق الشيخ العالم الفاضل الناسك الخاشع العارف الصوفي قيل إنه كان من الأبدال قدم دمشق الشام وتوطن بها في المدرسة السميساطية واشتغل بقراءة الفتوحات المكية للشيخ الأستاذ محيي الدين العربي قدس سره وغيرها من تأليفه على جماعة من أجلاء علماء دمشق وأخذ عن جماعة في المغرب من أجلهم قاضي القضاة بها سيدي عبد الملك بن محمد السجلماسي المغربي وغيره وكانت له معرفة في كلام القوم وحل مشكلات دقائق الصوفية ولم يزل كذلك إلى أن مات وكانت وفاته بدمشق في يوم الأحد عاشر ربيع الأول سنة عشرين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
قاسم الخاني
ابن صلاح الدين الخاني الحلبي الشيخ الفاضل الصوفي العارف بالله ترجم نفسه فقال ولدت سنة ثمان وعشرين وألف ثم إني سافرت إلى بغداد في شهر جمادي الأولى سنة خمسين وألف فكانت غيبة طويلة مقدار سنتين ثم رجعت إلى حلب وأقمت بها شهرين ثم توجهت إلى البصرة فأقمت بها مدة عشرة أشهر ثم إني توجهت إلى حلب وأقمت بها عشرة أيام وتوجهت مع الحاج إلى مكة المشرفة ورجعت من الحجاز إلى اسلامبول وأقمت بها سنة وسبعة أشهر
الصفحة 9
270