كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

بالرفع- خبر المبتدأ الذي هو "مُهل" كذا في النسخ.
والذي رأيته في هذا الحديث في "البخاري"، "ومسلم"، و"الجمع بينهما" للحافظ عبد الحق: "ويهل أهلُ اليمن" -بالياء-. هذا حديث مالك عن نافع عن ابن عمر (١).
وأما حديث ابن شهاب، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه، فلفظه: "مهل أهل المدينة"، هذا وما بعده، إلى أن قال: زعموا أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال، ولم أسمعه: "ومُهَلُّ أهلِ اليمنِ يلملمُ" (٢)
قال ابن الأثير في "النهاية": المُهَلُّ -بضم الميم-: موضعُ الإهلال، وهو الميقات الذي يُحرِمون منه، ويقع على الزمانِ والمصدرِ، ومنه: إهلالُ الهلال، والاستهلال؛ أي: رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته، انتهى مختصرًا (٣).
قال ابن عبد البر: اتفقوا على أن ابن عمر لم يسمع من النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قوله: "ويهل أهل اليمن من يلملم"، ولا خلاف بين العلماء أن مرسَل الصحابي صحيحٌ حجةٌ (٤).
نعم، خالف في ذلك الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، فذهب إلى أنه ليس بحجة.
وقد ورد ميقاتُ اليمن مرفوعًا من غير إرسال من حديث ابن عباس في
---------------
(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٤٥٣)، ومسلم برقم (١١٨٢/ ١٣)، من طريق الإمام مالك في "الموطأ" (١/ ٣٣٠).
(٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٤٥٥)، ومسلم (١١٨٢/ ١٤).
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٥/ ٢٧٠).
(٤) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٤/ ٣٦).

الصفحة 100